القرآن الناطق

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الثالثإعجاز القرآن

لعل العبارة التی وردت فی هذا المقطع من الخطبة والتی عبّرت عن القرآن الکریم بأنّ «نَاطِقٌ لاَ یَعْیَا لِسَانُهُ» تشیر هذا السؤال: کیف التوفیق بین هذه العبارة وما ورد عن الإمام فی الخطبة 158 بشأن القرآن إذ قال (علیه السلام)

: «ذلِکَ الْقُرْآنُ، فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ یَنْطِقَ،وَلَکِنْ أُخْبِرُکُمْ عَنْهُ».

 

وکذلک العبارة التی وردت فی الخطبة 183 إذ قال (علیه السلام): «فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ»، أو لیس هناک من تضاد بین هذه العبارات؟

تتضج الإجابة على هذا السؤال من أدنى دقّة وتأمل، بعبارة أخرى فانّ العبارات المذکورة تفسر بعضها البعض الآخر، لأنّ القرآن حین یعبر عن القرآن بالصامت والناطق فمفهوم ذلک أنّ کل تعبیر ناظر لشیء، مثلاً یمکن القول: القرآن صامت من حیث الظاهر، لکنّه فی الواقع تحدث بصوت جلی بلیغ، أو أنّه صامت إزاء الأفراد السطحیین بینما ناطق هو تجاه العلماء المفکرین، أو أنّه ناطق فی مواصلة الطرق العملیة الأصولیة، أمّا بالنسبة لتطبیقها على مصادیقها استنباط الأحکام الفرعیة (کقضیة التحکیم فی حادثة معرکة صفین)، فیجب على المجتهدین أن ینطقوا عنه، ویمکن جمعها معاً فی مفهوم جامع لکلام علی (علیه السلام) وسیأتی مزید من التوضیح فی ذلک هذه الخطبة.

 

القسم الثالثإعجاز القرآن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma