أنواع التفسیر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الأول)
ما هو التفسیر الموضوعی؟المقدمة

عندما نرید الحدیث عن تفسیر القرآن الکریم یتبادر إلى الذهن التفسیر المتعارف (التفسیر الترتیبی) حیث تجری عملیة بحث آیات القرآن الکریم بالترتیب ویتمّ توضیح مضمونها وماهیتها، وهو الاُسلوب المتَّبع فی تفسیر القرآن منذ صدر الإسلام وإلى یومنا هذا، وقد قام علماء الإسلام بتألیف مئات أو آلاف الکتب تحت عنوان «تفسیر القرآن الکریم» على هذه الطریقة.

وهناک نوع آخر من التفسیر الرائج إلى حدّ ما والذی یهدف إلى تفسیر «مفردات القرآن» أی أنّه یتناول کلمات القرآن کلُّ على حدة وبالتسلسل حسب الحروف الأبجدیة وعلى هیئة مُعْجم، ومن أبرز نماذج هذا التفسیر هو کتاب «مفردات الراغب» و «وجوه القرآن» و«تفسیر غریب القرآن» للطریحی، وأخیراً کتاب «التحقیق فی کلمات القرآن الکریم» و«نثر طوبى» أو «دائرة معارف القرآن الکریم».

بینما توجد هناک أنواع اُخرى من تفسیر القرآن منها «التفسیر الموضوعی» الذی یحقق ویبحث آیات القرآن الکریم على أساس مختلف المواضیع المتعلقة باُصول الدین وفروعه والاُمور الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والأخلاقیة.

وهناک نوع آخر من التفسیر نطلق علیه «التفسیر الإرتباطی» أو التسلسلی، حیث یتناول مواضیع القرآن المختلفة من حیث علاقتها ببعضها.

فعلى سبیل المثال، بعد بحث موضوع «الإیمان»، و«التقوى» و«العمل الصالح» کلٌّ على حدة فی التفسیر الموضوعی تتمّ عملیة بحث علاقة هذه المواضیع الثلاثة ببعضها من خلال الإعتماد على الآیات والملاحظات الواردة فی ذلک، ومن المسلَّم أنّ حقائق جدیدة سوف تنکشف لنا عن کیفیة ارتباط هذه المواضیع ببعضها تکون بالغة الأهمیة والفائدة.

إنّ أفضل طریقة للبحث حول عالم الخلقة والتکوین وما یتضمنه ویحویه من کائنات هو دراسة العلاقة بین هذه الکائنات التی تؤلف هذا العالم، ففی الحقیقة أنّ الشمس والقمر والأرض والإنسان والمجتمعات البشریة هی موجودات لا تنفصل عن بعضها البعض وهی تشکِّل فی مجموعها کیاناً واحداً مترابطاً، والاُسلوب الصائب فی دراستها هو أن نبحثها من حیث ارتباطها مع بعضها.

وهکذا الأمر فی کتاب «التدوین» أی القرآن الکریم، فهنالک علاقات دقیقة وظریفة بین مواضیع القرآن الکریم، ولابدّ من تفسیرها من حیث ارتباطها مع بعضها.

النوع الآخر من التفسیر هو «التفسیر العام» أو «الرؤیة الکونیة للقرآن» وهنا یتناول المفسّر جمیع مضمون القرآن فیما یتعلق بعالم الوجود، وبتعبیر أکثر وضوحاً: یربط کتاب «التکوین» مع کتاب «التدوین» وینظر إلیهما معاً، وتتم دراستهما من حیث ارتباطهما ببعضهما.

وعلى هذا الأساس فإنّ هناک خمسة أنواع من التفاسیر:

1 ـ تفسیر مفردات القرآن.

2 ـ التفسیر الترتیبی.

3 ـ التفسیر الموضوعی.

4 ـ التفسیر الإرتباطی.

5 ـ التفسیر العام، أو النظرة الکونیة للقرآن.

والمشهور والمعروف من بین هذه الأنواع الخمسة هو النوع الأوّل والثّانی، وإلى حد ما النوع الثالث، أی أنّ التفسیر الموضوعی لا زال یسیر فی مراحله الأولیة، على أمل أن یقطع مراحله التکاملیة تدریجیاً من خلال الإهتمام الذی أولاه علماء الإسلام به مؤخراً ومن خلال المزید من الجد والمثابرة، وأن یحتل مکانه اللائق فی المستقبل القریب.

أمّا النوع الرابع والخامس من تفسیر القرآن فلم یحظیا باهتمام المفسّرین بعد، وهذا العمل یقع على عاتق الجیل الحاضر وأجیال المستقبل بأن یتناولوا هذا الباب بعد تکامل التفسیر الموضوعی بما فیه الکفایة، ویقوموا باداء حقّهِ بالقدر المستطاع.

 

ما هو التفسیر الموضوعی؟المقدمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma