(وَکَیْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً).(الکهف / 68)
هذا الحدیث نطق به العالم الربانی (الخضر) مخاطباً به موسى بن عمران، عندما سأله أن یعلمه من علومه، فاجابه الخضر: إنّک لم تَحُط بأسراری وألغاز أعمالی، ولن تتحملها وذلک لقلّة احاطتک ومعرفتک.
وهذا التعبیر یبین بوضوح أنّ عدم العلم والمعرفة یؤدّی إلى نفاد صبر الإنسان.
بالطبع أنّ الصبر قد یکون مصدراً لزیادة العلم والمعرفة، وعلیه فهذان الإثنان بینهما تأثیر متبادل کما یصرح بذلک القرآن فی عدد من الآیات:
(إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیَات لِّکُلِّ صَبَّارِ شَکُور).
(ابراهیم / 5)، (لقمان / 31)، (سبأ / 19)، الشورى / 33)
ومن الواضح أن طریق العلم والمعرفة طریق صعب ملیءٌ بالمنغّصات، ولا یمکن أن یدرک العلم إلاّ بالصبر والتحمل والصمود، وأنّ العلماء والمخترعین والمکتشفین لم یصلوا إلى ما وصلوا إلیه إلاّ بالمثابرة والصبر.