إنّ ما یقوله فروید هو فرضیة لا أکثر ، وفی الحقیقة لا دلیل على ما یدعیه أبداً ، فقد تکون بعض المنامات مصداقاً لما یدعیه ، أمّا کون الأحلام کلها من هذا القبیل فهذا ما لا دلیل له علیه(1).
نحن نعتقد أن للمنامات أقساماً، وقسم منها هو الرؤیا الصادقة، ونعدها وسیلة للکشف أی کشف بعض الحقائق ، وهذه حقیقة استفدناها من القرآن (الذی هو وحی الهی) بالدرجة الاُولى، وبالدرجة الثانیة من التجارب التی حصلت فی هذ المجال، لیس المراد تلک الحکایات التی لا سند لها، بل المراد الحوادث التی وقعت لشخصیات کبیرة ومعروفة فی عصرنا أو فی العصور الماضیة، وقد نقلوا هذه المنامات فی کتبهم (وقد أشرنا إلى بعض من نماذجها الواضحة فی الجزء التاسع من التفسیر الأمثل).
ومن هنا یعرف أنّه لا یمکن عدّ الرؤیا لوحدها مصدراً للمعرفة، ولهذا یقال بعدم حجیة الرؤیا، بل ینبغی ضم قرائن من الخارج موضحة ولا تقبل النفی، لتصبح الرؤیا مصدراً مقبولا للمعرفة.