جذور الفساد

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
الخطبة 140تحذیر من الحوادث المستقبلیة

ذکرنا فی المجلد الأول من هذا الکتاب فی شرحنا لخطبة الثالثة المعروفة بالخطبة الشقشقیة قصة الشورى المؤلفة من ستة أفراد والتی شکّلها عمر وأدّت إلى انتخاب عثمان کخلیفة والتی تمثل فی الواقع مؤامرة ضد خلافة علی (علیه السلام)، وقد أوردنا جانباً من الأقوال بهذا الشأن استناداً إلى التواریخ المعتبرة والذی نود إضافته هنا إلى ما ذکرناه هو أننا لو أنعمنا النظر فی ترکیب هذه الشورى وحوادثها السلبیة وسنرى أنّ أغلب مشاکل المسلمین قد أفرزتها تلک الشورى، ومن ذلک أیضاً حکومة عثمان واستیلاء بنی أمیة وبنی مروان على المناصب الحساسة للبلاد الإسلامیة وبیت المال المسلمین وحکومة معاویة ومعارک الجمل وصفین والنهروان ومن ثم حکومة یزید وأمثال عبدالملک.

والجدیر بالذکر هنا ما أورده شارح نهج البلاغة ابن أبی الحدید حیث قال بخصوص الشورى: «إنّ ذلک کان سبب کل فتنة وقعت وتقع إلى تنقضی الدنیا»(1).

فهذه الشورى هى التی أدّت بالتالی إلى تغییب القیم الإسلامیة وأحیت السنن الجاهلیة والمعاییر المادیة والدنیویة وشادت المجتمع الإسلامی وقطعت ألسن دعاة الحق ونفت وشردت أبی ذر وأثارات النقمة ضد عمّار بن یاسر حین اعترض على نتیجة الشورى فلم یکترث أحد لما کان یقول: فقد استوى اُوالئک العتاة على عرش الغرور والحمیة فعاثوا الفساد فی أوساط المجتمعات الإسلامیة، الفساد فی الحکومة والفساد فی الإیمان والأخلاق، ولو سمحت النعرات الطائفیة بالتعامل الدقیق مع هذه الأحداث لاتضحت فداحة الخسارة التی منی بها المسلمون من جراء الشورى.


1. شرح نهج البلاغة ابن أبی الحدید 11/11.

 

الخطبة 140تحذیر من الحوادث المستقبلیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma