2 ـ فوائد وبرکات الرعد والبرق

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
تمهید 1 ـ الرعد والبرق فی نظر العلم المعاصر

بالرغم من الاخطار التی تصحب الرعد والبرق أحیاناً إلاّ أنّ لهذه الظاهرة فوائد جمّة سنشیر إلى بعضها هن :أ) الری ـ من المعروف أنّ البرق یولِّدُ حرارة عالیةً جدّ ، قد تبلغ 15 ألف درجة سانتیغراد ، وهذه الحرارة کافیة لاحراق مقدار کبیر من الهواء المحیط ممّا یؤدّی إلى هبوط الضغط الجوی مباشرة ، ونحن نعلمُ أنّ الغیومَ تُمطرُ أثناء هبوط الضغط ، ولهذا فغالباً ما یبدأ نزول المطر عقبَ حدوث البرق وتنزل قطرات الأمطار الکبیرة ، وفی الواقع یعتبر الری من هذا الجانب أحد برکات البرق .ب) رش السموم ـ عندما یظهر البرق بتلک الحرارة ، تتزود قطرات المطر بکمیات إضافیة من الاوکسجین ، فیحصل الماء الثقیل أی الماء المؤکسد ( 2O 2H ) ، ونحن نعلم أنّ من آثار هذا الماء هو القضاء على الجراثیم ، ولهذا یستعمل طبیاً فی تنظیف الجروح ، فهذه القطرات تقضی على بیوض الآفات المسببة لأمراض النباتات عندما تنزل إلى الأرض ، وتقوم برش السموم على أحسن وجه ، لذلک فقد قالو : فی کل سنة یَقلُّ فیها الرعد والبرق تزداد الآفات النباتیة .

ج) التغذیة والتسمید ـ إنّ قطرات المطر وأثر حدوث البرق وحصول الحرارة الشدیدة الناتجة عنه وترکیبها الخاص ، تحصل على حالة من حامض الکاربونیک ، فتقوم بتکوین سماد نباتی مؤثر أثناء تناثرها على الأرض وتخلُّلها فیه ، فتتغذى النباتات عن هذا الطریق .ویقول بعض العلماء : إنَّ کمیة السماد الحاصل من حالات البرق فی السماء خلال سنة واحدة یبلغ عشرات الملایین من الاطنان ، وهذا رقم مرتفعٌ للغایة .بناءً على ذلک نرى أنّ هذه الظاهرة الطبیعیة العادیّة وغیر المهمّة إلى أیَّ حدٍّ مفیدة وملیئة بالبرکة ؟ فهی تسقی ، وترش السموم أیض ، وتقوم بالتغذیة ، وهذا نموذج صغیرٌ من الأسرار العجیبة لعالَم الوجود حیث یصلح أنْ یکون دلیلا فی الطریق لمعرفة الله .کل هذا من برکات البرق ، ولکن الحرائق التی تنتج عن نوع منه وهی الصواعق من جانب آخر قد تحرق الإنسان أو الحیوان والمزارع والأشجار ، بالرغم من أنّ هذا الأمر قلیلٌ ونادر الوقوع ویُمکن اجتنابه ، إلاّ أنّه بإمکانه أن یصبح عامل خوف وهَلَع ، وعلیه فانَّ ما قرأناه فی الآیة السالفة بانَّ البرق أساسٌ للخوف وأساسٌ للأمل أیضاً قد یکون إشارة إلى مجمل هذه الاُمور .ومن الممکن أن تکون عبارة ( وَیُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقالَ ) الواردة فی نهایة الآیة لها ارتباط بمیزة البرق هذه التی تؤدی إلى تحمُّلِ الغیوم بقطرات الأمطار .

 

تمهید 1 ـ الرعد والبرق فی نظر العلم المعاصر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma