1 ـ فَنُّ الطیران الْمعقَّد

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
2 ـ « عجائب الطیور » و« الطیور العجیبة »الطیرُ یُسبّحُ وأنا صامت !

منذ سنوات والإنسان یُفکر : ما هذه القوة الخفیّة التی تساعد الطیور الثقیلة نسبیاً على الطیران خلافاً لجاذبیة الأرض وتجعلها تطیر بانسیابیة ویُسر ومهارة فی أعالی السماء ، وتتنقلُ بسرعة ؟ ولکن باختراع الطائرة وصناعتها تمّ اکتشاف هذا السر بانَّ هناک قوة تسمى ( القوة الرافعة ) تستطیع أنْ ترفع الأجسام الثقیلة جدّاً وتجعلها تطیر فی السماء ، فضلا عن الطیور . ویمکن توضیح ذلک فی عبارة بسیطة وخالیة من المصطلحات الفنیة بما یلی :لو کان لجسم سطحان مختلفان ( کاجنحة الطیور أو اجنحة الطائرة حیث یکون سطحها العلوی منحنیاً وبارز ، فلو تحرک هذا الجسم افقیاً ستتولد قوةٌ خاصةٌ ترفعُهُ إلى الأعلى ، وهذا یعود إلى أنَّ ضغط الهواء سیتضاعف على السطح السفلی أکثر من العلوی ( لأنَّ السطح العلوی أوسع من السفلی ) .وتعدّ الاستفادة من هذا القانون السبب الرئیس فی تحلیق الاجسام الثقیلة فی الجو ، ولو تأملنا اجنحة الطیور جیداً للمسنا هذا القانون الفیزیائی بکل دقة .غیر أنّ هذه مسألة واحدة فقط من عشرات المسائل المهمّة فی الطیران ، ومن أجل تصور أوسع له لابد من التطرق إلى الاُمور الآتیة :1 ـ السرعة الأولیة لحصول القوّة الرافعة ( فالطائرة تسیر وقتاً طویلا على الأرض للحصول على هذه السرعة ، أمّا الطیور فقد ترکض قلیلا أو بقفزة سریعة فی الهواء فتصل هذه الغایة ! ) .2 ـ کیفیة التحکم بهذه القوّة أثناء الهبوط ( وهذا الأمر یجری فی الطیور والطائرة بتقلیل السرعة وتغییر هیئة الجناح ! ) .3 ـ کیفیة تغییر الاتجاه أثناء الطیران ( ویتم هذا الأمر عن طریق الاستفادة من حرکات مؤخرة الطائرة أو الریش الخاص فی قوافی الطیور التی تحدث حرکات فی مختلف الاتجاهات وتسوق الطائر نحو أىِّ اتجاه ) .4 ـ اتخاذ الشکل المناسب للطیران بالنحو الذی یجعل مقاومة الهواء على جسم الطائر تصل إلى الحد الأدنى ( وهذا الأمر تمَّ تأمینه من خلال الهیکل المغزلی للطیور ، والرأس البیضوی ، والمنقار المدبَّب والحاد ، وهیئة الطائرة تقلیدٌ له ! ) .5 ـ أدوات التنسیق مع الطیران ( وهذا المعنى متوفرٌ من خلال الریش الذی یسمح للطیور أنْ تسبح فی الهواء ، ووضع البیوض بدلا من الحمل ، کی لا یصبح جسمها ثقیل ، والعیون الحادّة حیث ترى الفریسة أو الصید جیداً من مکان بعید وأمثال ذلک ) .6 ـ لقد کان العلماء ولمدة من الزمن یلاحظون أنَّ عجلات الطائرات علاوة على تخفیفها لسرعتها فهی لا تخلو من الأخطار أثناء طیرانه ، حتى شاهدوا الطیور تجمع أرجُلَها أثناء الطیران وتفتحها قبل الهبوط بقلیل فادرکوا أنّه یجب الاستفادة من العجلات المتحرکة التی تُجمع بعد الارتفاع ، وتُفتح قبیل الهبوط ! .ولا عجب فی إجراء العلماء لبحوث کثیرة ولسنوات متمادیة على مختلف أنواع الطیور مهتمین بکیفیة الطیران ، والهبوط ، وشکل الأجنحة والأذناب ، وقاموا بصِناعةِ أنواع مختلفة من الطائرات تقلیداً لمختلف الطیور .

فهل یُمکن أن تکون الاُسس الضروریة المذکورة فی الطیران ولیدة للطبیعة العمیاء والصّماء ؟ أوَلیسَ جملةُ: ( مَا یُمسِکُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ ) إشارة دقیقة وجمیلة إلى جمیع تلک الاسس ؟ لا سیما وأنّ المعنى یتم بعد جملة: ( إِنَّهُ بِکُلِّ شَىء بَصیرٌ ) .

 

2 ـ « عجائب الطیور » و« الطیور العجیبة »الطیرُ یُسبّحُ وأنا صامت !
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma