«إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ فِی هذِهِ الْمَزَلَّةِ فَذَاکَ. وَإِنْ تَدْحَضِ الْقَدَمُ فَإِنَّا کُنَّا فِی أَفْیَاءِ أَغْصَان، وَمَهَابِّ رِیَاح، وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام، اضْمَحَلَّ فِی الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا، وَعَفَا فِی الاَْرْضِ مَخَطُّهَا. وَإِنَّمَا کُنْتُ جَاراً جَاوَرَکُمْ بَدَنِی أَیَّاماً، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّی جُثَّةً خَلاَءً: سَاکِنَةً بَعْدَ حَرَاک، وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق لِیَعِظْکُمْ هُدُوِّی، وَخُفُوتُ إِطْرَاقِی،وَسُکُونُ أَطْرَافِی، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرِینَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَلِیغِ وَالْقَوْلِ الْمَسْمُوعِ. وَدَاعِی لَکُمْ وَدَاعُ امْرِىً مُرْصِد لِلتَّلاَقِی! غَداً تَرَوْنَ أَیَّامِی، وَیُکْشَفُ لَکُمْ عَنْ سَرَائِرِی، وَتَعْرِفُونَنِی بَعْدَ خُلُوِّ مَکَانِی وَقِیَامِ غَیْرِی مَقَامِی».