مصیر جاحدوا الولایة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
حسن الختامالعودة إلى القیم الجاهلیة

تعدّ هذه الخطبة من أقوى الخطب التی تدافع عن ولایة أهل البیت(علیهم السلام) وإن مرّ علیها بعض شرّاح نهج البلاغة مرور الکرام، فقد أعلن الإمام (علیه السلام) صراحة وجود حرکة رجعیة بعد رحیل رسول الله (صلى الله علیه وآله)، وأساسها إسقاط ولایة أهل البیت(علیهم السلام)وضرب الوصایا المؤکدة للنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بهذا الخصوص، وأفضل محمل لها یتمثل بـ «الاجتهاد مقابل النص» وعدم اعتبارهم وصایا النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) لمصلحة المسلمین، ولکن على کل حال فانّ مؤججی نیران تلک المعرکة هى العناصر المعروفة فی الجاهلیة وخصوم الدعوة کأبی سفیان وأعوانه الذین نفذوا تدریجیاً إلى الخلافة الإسلامیة وتقدموا إلى الصفوف الأمامیة بعد أن کانوا من المؤخرین، فسیطروا على کل شیء وإرتکبوا من المفضائع ما لیس له مثیل فی التاریخ أو قل مثیله، لکن الخطبة تشیر بصورة دقیقة إلى نهجهم ومسارهم وبالتالی عاقبتهم.

والجدیر بالذکر أنّ ابن أبی الحدید المعروف بتعصبه فی مسألة خلافة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)والخلفاء الأوائل قد اعترض صراحة لیقول بأنّ الإمام (علیه السلام) قصد بهذه الخطبة مسألة الخلافة والإمامة غیر أنّه سعى بتکلف لیراها مختصة بزمان بنی اُمیة، ثم یفصل العبارة: «حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ» عن «رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ»، ویفسّرها لما بعد أربعین سنة(1)، وهو الضعف الذی لا یخفى على أحد، وذلک لأنّ صریح کلام الإمام (علیه السلام) هو أنّ هذه الحرکة على الأعقاب قد بدأت مباشرة بعد رحیل النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، والتاریخ یشهد بأنّ الجنایات بنی اُمیة جذور فی عصر الخلفاء والطریف فی الأمر أنّ هذه الإشارة وردت فی «صحیح البخاری» الذی یعتبر من المصادر الروائیة المعتبرة لدى العامّة فی أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)أخبر عن الحوادث الألیمة من بعده، حیث قال: «یَرِدُ عَلَیَّ الحَوضَ رِجَالٌ مِنْ أَصحَابِی فَیُحَلَّلوَ عَنْهُ فَأَقُولُ: یَا رَبِّ أَصحَابِی، فَیَقُولُ، إِنَّکَ لا عِلمَ لَکَ بِمـا أَحدَثُوا بَعدَکَ إِنَّهُم إِرتَدُّوا عَلَى أَدبَارِهِم القَهقَرى»(2). والعبارة إرتدوا جدیرة بالتأمل.

والجدیر بالذکر أنّه وردت عدّة روایات بهذا الخصوص وفی هذا الباب فی صحیح البخاری والتی تدلّ جمیعاً على قلق النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بعد رحیله من أعمال طائفة من أصحابه، وهذا شاهد بیّن على ما ورد فی هذه الخطبة بشأن الأحداث الألیمة بعد رحیل النبی (صلى الله علیه وآله)، والواقع هو أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أراد بهذا البیان تحذیر أصحابه فی أن یراقبوا أنفسهم وأنّهم مؤاخذون یوم القیامة على أی خلاف یصدر منهم فیسعوا لأن لا یکونوا من تلک الطائفة.


1. یمکن الوقوف على شرح کلام ابن أبی الحدید واعترافاته وتوجیهاته الضعیفة فی شرح نهج البلاغة 9/134.
2. صحیح البخاری 8/217، ح 165 (باب ما جاء فی حوض النبی).

 

حسن الختامالعودة إلى القیم الجاهلیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma