3 ـ إثبات وجود الله بواسطة برهان الحرکة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
4 ـ العالم متغیّر وکلّ متغیّر حادث2 ـ أدلّة وجود الحرکة الجوهریة

لا شکّ فی أنّ الحرکة لا تنحصر فی الحرکة الجوهریة، ولذا لا یتحدّد برهان الحرکة لإثبات ذات واجب الوجود ببحث الحرکة الجوهریة، على الرغم من أنّ برهان الحرکة ـ بعد الإیمان بالحرکة الجوهریة ـ أکثر وضوحاً فی معرفة الله، ومن أجل ذلک نقول:

إنّ الحرکة الجوهریة تقول بأنّ عالم المادّة بأسره عبارة عن حرکة، أی أنّه فی حالة حدوث وتجدّد متواصل، وله فی کلّ آن وجود جدید، وهذا الحدوث المستمرّ یثبت الإرتباط الدائم للعالم بمبدأ غیر حادث، أی أنّه یثبت الأزلیة والأبدیة لواجب الوجود.

وبتعبیر آخر: إنّ العالم فی حال (صیرورة) دائمة لا (کینونة)، ولیس ذلک فی الأعراض فحسب بل هو متأصّل فی أعماق ذاته، ولذا یکون محتاجاً إلى المبدأ باستمرار لکی یخلقه کلّ آن.

من خلال هذا البحث یمکن التوصّل إلى نتیجة ظریفة وهی أنّ خلق العالم لم یحدث فی البدایة ثمّ انتهى، بل إنّ عملیة الخلق مستمرة فی کلّ آن، ولذا فإنّ حاجـة العالم إلى علّة أزلیة، أبدیة لم تکن فی البدایة فقط، لأنّه فی حالة حدوث وخلق مستمرّ وفی کلّ آن، وهذا المعنى کامن فی أعماق مفهوم الحرکة.

ولهذا فبواسطة الحرکة الجوهریة یثبت حاجة العالم إلى واجب الوجود عند نشوئه وحاجته إلیه فی البقاء تبقى قائمة ومستمرة أیضاً، بل وکما ترى نظریة الحرکة الجوهریة فانّه لا مفهوم للبقاء أصلا والحدوث دائم، غیر أنّه حدوث متواصل ومتسلسل ولهذا یطلق على الاتّصال مصطلح البقاء.

هنا یمکن أن نذکر تشبیهاً ناقصاً لکیفیة ارتباط الأشیاء بالمُبدىء الأزلی للعالم وهو أنّ الموجودات فی العالم تشبه المصابیح التی یتواصل وجودها من خلال ارتباطها بالمصدر الکهربائی، وبما أنّ النور یتجدّد فی کلّ آن فانّه بحاجة إلى العلّة فی کلّ آن والتعرّف على کیفیة انبعاث النور فی المصابیح یکفی لمعرفة حاجتها المستمرّة للمصدر المولّد للطاقة الکهربائیة.

صحیح أنّ (برهان الحرکة) له علاقة بـ (برهان الإمکان والوجوب) غیر أنّه یُبحث بصورة مستقلّة من أجل الحصول على صورة جدیدة عنه.

 

4 ـ العالم متغیّر وکلّ متغیّر حادث2 ـ أدلّة وجود الحرکة الجوهریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma