شرح المفردات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
الذنب الذی لا یُغتفرتمهید

«شِرک»: ذُکر لها فی مقاییس اللغة معنیان:

الأوّل: هو التعاون والمقارنة والشرکة ویقابله الإنفراد.

والثانی: هو الشیء المستقیم والممتدّ.

والمعروف من مشتقّات هذه المفردة هو المعنى الأوّل، وللمعنى الثانی مصطلحات خاصّة منها (شِراک) للحذاء، و(شَرَک) الطرق الضیّقة المستقیمة التی تتفرّع من الطریق العام أو بمعنى القسم الأوسط من الطریق المستقیم، کما یعنی الفخّ الذی ینصبه الصیّاد.

ویُصرّ بعض اللغویین على إرجاع المعنیین إلى المعنى الأوّل، إلاّ أنّه لا یخلو من تکلّف، کما لا دلیل یدعو للإصرار على ذلک(2).

وقد استُعمل (الشرک) فی القرآن الکریم عادةً بمعنى الإعتقاد بوجود ندٍّ لله سبحانه والتوافق على وجود المثیل والشریک فی الذات أو الصفات أو الخلق والتدبیر أو المماثل له فی العبودیة.

یقول الراغب فی المفردات: الشرک فی الدین ضربان:

أحدهما: الشرک العظیم وهو إثبات شریک لله تعالى وذلک أعظم کفر.

والثانی: الشرک الصغیر وهو مراعاة غیر الله فی بعض الاُمور وهو الریاء والنفاق(3).

«واحد»: مشتقّ من (وحدة) ویعنی فی الأصل ـ کما یقول الراغب فی المفردات : الشیء الذی لا جزء له، ثمّ اتّسع استعماله حتّى أخذ یطلق على کلّ شیء یتّصف بالوحدانیة، ویضیف:

فالواحد لفظ مشترک یستعمل على ستّة أوجه: 1 ـ ما کان واحد فی الجنس أو فی النوع کقولنا الإنسان والفرس واحد فی الجنس وزید وعمرو واحد فی النوع.

2 ـ ما کان واحداً بالاتّصال إمّا من حیث الحلقة کقولک شخص واحد وإمّا من حیث الصناعة کقولک حرفة واحدة.

3 ـ ما کان واحداً لعدم نظیره.

4 ـ ما کان واحداً لامتناع التجزّی.

5 ـ لمبدأ العدد کقولک واحد إثنان.

6 ـ لمبدأ الخطّ کقولک النقطة الواحدة وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه هو الذی لا یصحّ علیه التجزّی ولا التکثّر(4).

«وأحد وصف مأخوذ من الوحدة کالواحد، غیر أنّ الأحد إنّما یطلق على ما لا یقبل الکثرة لا خارجاً ولا ذهناً ولذلک لا یقبل العدّ، ولا یدخل فی العدد بخلاف الواحد فإنّ کلّ واحد له ثان وثالثٌ إمّا خارجاً أو ذهناً [ کـ ]قولک: ما جاءنی من القوم أحد، فإنّک تنفی به مجیء إثنین منهم وأکثر کما تنفی مجیء واحد منهم بخلاف ما لو قلت: ما جاءنی واحد منهم فإنّک إنّما تنفی به مجیء واحد منهم بالعدد ولا ینافیه مجیء إثنین منهم أو أکثر...»(5).

واحتمل بعضٌ أنّ (أحد) یقابل المرکب و(واحد) یقابل المتعدّد، غیر أنّ المستفاد من موارد الاستعمال فی القرآن أنّهما بمعنى واحد، وسنفصّل ذلک فی المستقبل بإذن الله.


1. جاء هذا المضمون فی آیات قرآنیة اُخرى مثل هود، 2; الإسراء، 23; یس، 60; فصّلت، 14; إضافة إلى آیات عدیدة اُخرى عبارات مختلفة تتعلّق بأهمیّة التوحید وقبح الشرک بجمیع صوره وأشکاله، لو جمعت وفسّرت لتألّف منها کتاب کبیر، وما ورد أعلاه هی النماذج المهمّة منها.
2. راجع کتاب (التحقیق فی کلمات القرآن الکریم)، صحیح أنّ أغلب الکلمات المشترکة ترجع إلى مصدر واحد ولکن لا یمکن القول أنّ ذلک یصدق فی جمیع الموارد، فقد تضع طائفتان کلمة واحدة لمعنیین متباینین دون أن تعلم إحداهما بالاُخرى.
3. مفردات الراغب، ص 261 مادّة (شرک)، لسان العرب; التحقیق; مقاییس اللغة; جمهرة اللغة وکتب اُخرى.
4. مفردات الراغب، ص 551 مادّة (واحد); لسان العرب; التحقیق; مقاییس اللغة; جمهرة اللغة وکتب اُخرى.
5. تفسیر المیزان، ج 20، ص 387.

 

الذنب الذی لا یُغتفرتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma