تمهید

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
شرح المفرداتالنور الوهّاج فی الظلمات

من السبل التی سلکها علماء العقیدة والفلسفة فی سیرهم وسلوکهم من أجل القرب من ذات الله المقدّسة هی دراسة عالم الوجود الذی هو عبارة عن مجموعة متناسقة وکتلة مترابطة، هذا الاتحاد والتناسق ینبئان عن وحدانیة الخالق، ولذا اُطلق على هذا الدلیل (برهان الوحدة والتناسق) وقد یُطرح هذا البرهان بصورة اُخرى حیث یقال: إذا کانت هناک إرادتان تحکمان عالم الوجود، ولو کان فی عالم الخلیقة تدبیران لظهر الفساد واللانظام حتماً، وبما أنّ هذا الأمر - عدم النظم والفساد غیر موجود - یمثل دلیلا على وحدة الخالق والمدیر والمدبّر لعالم الخلیقة، ولذا اُطلق على الاستدلال عنوان (برهان التمانع).

من هنا فإنّ برهان (الوحدة والتناسق) و(برهان التمانع) متّحدان جوهراً ومحتوىً ولکن لهما تعبیران، وبعبارة أدقّ: أنّهما ینظران إلى قضیّة واحدة ولکن من زاویتین، فنحن نصل تارةً عن طریق وحدة العالم إلى وحدة المُبدىء، واُخرى من طریق عدم الفساد الناشیء من الإرادتین، وفی الحقیقة إنّنا ننظر من الأعلى إلى الأسفل تارةً واُخرى من الأسفل إلى الأعلى.

وعلى کلّ حال فإنّه من أفضل دلائل التوحید التی استندت إلیها الآیات القرآنیة.

بهذا التمهید نرجع إلى القرآن الکریم لنتأمل خاشعین فی الآیات التالیة:

1 ـ ( مَا تَرى فِى خَلْقِ الرَّحمنِ مِنْ تَفاوُت فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور * ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ کَرَّتَینِ یَنقَلِبْ اِلَیْکَ البَصَرُ خَاسِئاً وهُوَ حَسِیرٌ). (الملک / 3 ـ 4)

2 ـ ( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ یُنْشِرُونَ * لَوْ کَانَ فِیهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ). (الأنبیاء / 21 ـ 22)

3 ـ ( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَد وَمَا کانَ مَعَهُ مِن إِله إذاً لَّذَهَبَ کُلُّ إِله بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعض سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا یَصِفُونَ). (المؤمنون /91)

 

شرح المفرداتالنور الوهّاج فی الظلمات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma