فی الحقیقة أنّ الشرک وعبادة الأصنام قضیّة معقّدة ولیس وراءها عامل واحد کسائر القضایا الاجتماعیة المعقّدة، بل هناک عوامل مختلفة تعاضدت على حدوثها.
فمثلا نجد أنّ أقواماً عبدوا الشمس والقمر والکواکب وهناک جماعة عبدت النار، وجماعات عبدت الأنهار الکبیرة کالنیل فی مصر، والکنج فی الهند، ویعنی ذلک أنّ کلّ ما فیه الخیر والبرکة، یکون مقدّساً، وکانت تتضاعف قدسیتها تدریجیاً إلى حدّ اعتبارها آلهة!
وبتعبیر آخر: کانوا یتیهون فی عالم الأسباب وینسون الله وهو (مسبّب الأسباب)، لافتقادهم البصیرة النافذة التی تجتاز الأسباب لتصل إلى خالق الأسباب وانتهى هذا بهم إلى عبادة الأصنام.