1 ـ حاکمیة الله فی المنطق العقلی

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
2 ـ الحکومة ودیعة إلهیّةعند الاختلاف ارجعوا إلى الله

لا شکّ أنّ کلّ عارف بالله مقرّ بتوحید الخالق یذعن بنفاذ أمره فی عالم الوجود، وعندما یتقبّل حاکمیته على عالم الوجود فانّه سوف لا یتردّد فی ولایته وحکومته التشریعیة لأنّه حینما یکون هو الخالق والمالک والمدیر والمدبّر فغیره لا یکون أهلا للتشریع ولا یتمکّن من وضع قوانین تنسجم مع نظام التکوین والخلق.

وهکذا عندما یکون هو الخالق والمدبّر فانّه هو الذی یجب أن یحکم فی مسألة الحکومة القانونیة على العباد ویقضی فی الاختلافات، وبدونه سیکون هناک تدخل فی نطاق مالکیة الله عزّ وجلّ وتدبیره بدون إذنه، من جهة اُخرى یکون القانون الصحیح هو القانون الذی ینسجم مع الترکیب الجسمی للإنسان وروحه ویلبّی حاجاته المادیّة والمعنویة ولا یترک آثاراً سلبیة فی فترة زمنیة قصیرة وطویلة، وأن یکون ذا ضمان تنفیذی کاف وذا تقبّل وانشداد فی المجتمع الإنسانی.

وبتعبیر آخر یکون المشرِّعُ الحقیقی عالماً بالإنسان بصورة کاملة من جهة وعالماً بالکون من جهة اُخرى کی یلاحظ بدقّة العلاقات التی تربط الإنسان مع العالم الخارجی والداخلی ویضع القوانین مضافاً إلى عدم وجود مصالح شخصیة من وضع تلک القوانین.

وما نشاهده من اختلال کبیر فی القوانین البشریة فانّه ناشیء من:

أوّلا: فقدان البشریة لمن یعرف الإنسان بجمیع جزئیاته الجسمیة والروحیة ویعلم جمیع القوانین والعلاقات التی تحکم العالم، فلا زالت تؤلّف کتب من قبل المفکّرین تحت عنوان (الإنسان موجود مجهول) وما شاکل، فإذا کانت معرفة الإنسان بنفسه إلى هذه الدرجة من الضعف فکیف تکون معرفته بالعالم الواسع؟

ثانیاً: الإنسان موجود محتاج إلى غیره، ولذلک نجد أنّ کلّ مجموعة تسنّ القوانین فی إحدى المجتمعات البشریة تأخذ بنظر الإعتبار منافع تلک المجموعة أو الحزب.

ثالثاً: الإنسان غیر مصون عن الخطأ والإشتباه ولذا تکون القوانین البشریة عرضة للتغیّر المستمرّ وذلک لظهور عیوبها ونقائصها وأخطائها بمرور الزمان فیبادر لإصلاحها ولکن سوف تظهر عیوب اُخرى، ومن هنا أصبحت المجالس التشریعیة البشریة مختبرات تختبر فیها القوانین بشکل دائم اختباراً لا طائل فیه ولا نهایة!

وبقطع النظر عن مسألة مالکیة الله وخالقیته لا یصلح أحد للتشریع أصلا إلاّ من کان خالقاً للإنسان وعالماً بکلّ متطلّباته الجسمیة والروحیة وغنیّاً عن کلّ شیء وکلّ إنسان ومنزّهاً عن کلّ خطأ واشتباه.

وواجبنا الوحید هو تطبیق اُصول القوانین الإلهیّة العامّة على مصادیقها وجعل الأحکام العامّة أحکاماً جزئیة قابلة للتنفیذ.

 

2 ـ الحکومة ودیعة إلهیّةعند الاختلاف ارجعوا إلى الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma