هو السمیع والعلیم

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
جهادکمیعلم ما تعملون

دار الحدیث فی الآیة الثالثة عن «السمیع» و«العلیم» حیث ذکرت المظلومین وسمحت لهم بالاعلان عن مظلومیتهم وفضح الظالمین ، قال تعالى : (لاَّ یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَکَانَ اللهُ سَمِیعاً عَلِیماً) .

أمّا المقصود من «الجهر بالسوء» ، فقد قال بعض المفسّرین : إنّه بمعنى لعن المظلوم للظالم ، وفسّره البعض الآخر بالسّب والشتم ، والبعض الآخر بمعنى الترافع إلى القاضی ، أو بمعنى تعریة ظلم الظالمین أمام الناس فی الغیبة والحضور .

«لکن مناسبة الحکم للموضوع» توجب إباحة هذه الأمور فی مجال دفع الظلم ، وکسب الرأی العام ضد الظالم فقط ، لذا فمن الأفضل أن تنحصر مسألة سب وشتم الظالمین بالمجال الذی تکون عاملاً مساعداً للنهی عن المنکر ومحاربة الظلم والفساد .

وجملة (وَکَانَ اللهُ سَمِیعاً عَلِیماً) تصلح فی أن تکون مستثنى ، کما تصلح أن تکون مستثنى منه أیض ، أی أنّها تحذیر للمغتابین الذین لم یتعرضوا للظلم ، کما أنّها تحذیر للمظلومین لئلا یتعدوا حدود الله ، ویراعوا العدل والانصاف.

والجدیر بالذکر هو أنّ السبب فی ذکر صفتی السمیع والعلیم یکمن فی تحدث الآیة عن الجهر بالسوء ودوافعه الذاتیّة الخفیة ، فقالت : بأنّ الله یسمع هذا الکلام ، وهو علیم بنیّات المظلومین الذین یجهرون بمظلومیتهم.

وأمّا ماقاله البعض : من أنّ مفهوم الآیة هو جواز رد الشتم بالمثل ، کما لو قال أحد لشخص : (أیّها الزانی) ، یجوز لهذا الشخص أن یرد علیه بذلک ، خطأ کبیر . لأنّه یجب مواجهة ظلم الظالم بإحقاق الحق ، لا بارتکاب ظُلم آخر ، ویجب النهی عن المنکر ودفع شر الظالم ، لا ارتکاب منکر آخر وإیجاد ظالم آخر .

على أیّة حال ، فإنّ هذه الآیة تدلّ على رفض الإسلام الرکون إلى الظالمین ، بعکس مانسبه البعض إلى السیّد المسیح (علیه السلام) من أنّه قال : «لو ضربک أحد على خدّک الأیمن ، فقدم له خدَّک الایسر» !

 

جهادکمیعلم ما تعملون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma