عندما ننظر إلى عالم التکوین نجد أن فی کل یوم یحدث أمر جدید ، ولکل موجود ظاهرة وتاریخ معین، بل العالم بذاته یمثل مجموعة من الظواهر والحوادث .
وهنا یطرح هذا السؤال : بما أنّ الله عالم لأنّه علة العلل لجمیع الکائنات ، فهو قدیم وأزلی ، إذن کیف یمکن أن یوجد کل موجود فی زمان معین أو أن تقع کل حادثة فی زمان معین ؟
والجواب على هذا السؤال هو أنّ الله فاعلٌ غیر مجبور ، بل فاعلٌ لما یرید ومایشاء ، وما انفصال الکرة الأرضیة عن الشمس قبل خمسة ملیاردات سنة مثل ، أو ظهور الأحیاء على سطح الکرة الأرضیة قبل عدة ملایین من السنین ، أو دخول الإنسان إلى عالم الوجود قبل آلاف السنین ، إلاّ امتثالاً لإرادته المتمیزة سبحانه .
وخلاصة الکلام هو أنّ وجود بعض الممکنات وعدم وجود بعضها الآخر ، أو حدوثها فی موعد محدد (مع أنّ الله قادرٌ على کلّ شیء بصورة متساویة) یدلّ على اتصاف ذاته المقدّسة بصفة اُخرى غیر القدرة ، وهی الإرادة والمشیئة الإلهیّة .