23 ـ یوماً عبوساً قمطریراً

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
24 ـ یوم البعث22 ـ یومٌ معلوم

ورد هذا التعبیر مرّة واحدة أیضاً فی القرآن المجید فی نقل خطاب «الأبرار»(1) عند قولهم: (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً). (الانسان / 10)

کلمة «عبوس» هی من صفات الإنسان وهذا ممّا لا یحتاج إلى تفسیر، وتطلق هذه العبارة على الإنسان الذی تقطّب وجهه وکان حاله على غیر مایرام، ووصف ذلک الیوم بـ«عبوس» کنایة حیّة عن وضع ذلک الیوم الرهیب المرعب، أی أنّ وقائع ذلک الیوم بلغت من الصعوبة والإیلام حدّاً کبیراً لا یکون الإنسان لوحده عبوساً فی ذلک الیوم، بل کأن الیوم بنفسه عبوسٌ مقطّبٌ بشدّة!

و«القمطریر»: عند کثیر من المفسرین بمعنى «الصعب الشدید» أو الإنسان العبوس السّیئ الخلق، وبناءً على هذا یکون مفهومه قریباً من مفهوم العبوس، ثم إنّ هذه الکلمة مشتقة من مادة «قطر» على وزن (قفل) والمیم زائدة فیها، وقیل إنّها مشتقه من مادة «قمطر» (عى وزن خنجر).

على أیّة حال فإنّ التعبیر المذکور یشیر إلى أن أحداث ذلک الیوم تبلغ من الصعوبة والشدّة والألم درجة یجعل آثارها تظهر من بواطن الناس على وجوههم، ویسیطر الخوف والاضطراب على تمام وجودهم، وذلک لأنّ أحداً لا یعلم إلى أین ینتهی مصیره، والجمیع ینتظرون الحساب وینتظرون لطف الله.

قال بعض المفسرین فی شدّة هذا الیوم: سبحان الله ما أشدَّ اسم هذا الیوم وهو من اسمه أشد.


1. والمعلوم أنّ هذه السورة نزلت فی بیان شأن الإمام علی وفاطمة والحسن والحسین (سلام الله علیهم أجمعین) الذین هم فی الرکب الأول من «الأبرار والصالحین».

 

24 ـ یوم البعث22 ـ یومٌ معلوم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma