31 ـ یوم ترجف الأرضُ والجبال

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
33 ـ یَومَهُمُ الذی فیه یُصْعقون30 ـ یوم تکون السماء کالمُهل

لوحظ هذا الوصف فی آیتین من القرآن المجید على تفاوت ضئیل بینهما فی وصف یوم القیامة، وجاء هذا الوصف فی الآیة: (یَوْمَ تَرْجُفُ الاَْرْضُ والْجِبَالُ وَکَانَتِ الْجِبَالُ کَثِیباً مَّهِیلا). (المزمل / 14)

و کذلک قوله تعالى: (یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ). (النازعات / 6)

الیوم الذی تتعرض فیه کل الأرض للزلازل العنیفة وتَتحطّم الجبال بشدّة حتى تصبح أکواماً من الرّمل، فما هو حال الإنسان الضعیف المنهک فی ذلک الیوم؟!

جمیع تلک الاُمور تتعلق بالوقائع التی تؤدّی إلى فناء هذا العالم، ثم تبدأ مرحلة العالم الآخر، فالقرآن جمع بین هاتین المرحلتین ووضعهما فی وصف واحد.

فتارةً یبین ضعف الإنسان واُخرى یُخبر عن التطورات الرهیبة عند فناء العالم وثالثة یصور تغیّرات العالم الممهِّدة لقیام القیامة، کل هذه التعبیرات جاءت من أجل تربیة الإنسان وتشکّل انذاراً مؤکداً ومتواصلا له.

إنّ «ترجف وراجفة» من مادة «رَجْف» بمعنى الاهتزاز الشدید ولذا اطلق على البحر المائج «بحرٌ رَجّاف»، و«اِرجاف» بمعنى بث الشائعات التی تهز المجتمع، و«اراجیف» تطلق على جذور الفتن والوقائع.

وقد احتملوا لمعنى «الراجفة» فی الآیة السابقة معان مختلفة منها الواقعة والصیحة الکبرى و...، ولکن الآیة الآخرى تشکّل قرینة على أنّها الأرض التی تُزَلزَل بشدّة فی ذلک الیوم.

و«الکثیب»: بمعنى «الرمل المتراکم» والبعض حملها على معنى «التل الکبیر من الرمل».

و«المهیل»: بمعنى الرمل الناعم جدّاً الذی یتطایر عند وضع القدم علیه، وإذا ما خُلّی جانبه انهال ما تبقّى منه، ولذا فسّره البعض بالرمل السیّال(1).


1. مفردات الراغب; وتفسیر مجمع البیان; وتفسیر الکبیر وتفاسیر اُخرى فی التعلیق على آیات البحث.

 

33 ـ یَومَهُمُ الذی فیه یُصْعقون30 ـ یوم تکون السماء کالمُهل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma