47 ـ یومَ یقوم الروحُ والملائکة صفاً

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
49 ـ یوم لا بیعٌ فیه ولا خِلالٌ45 ـ یومَ یقومُ الناسُ لِرَبِّ العالمین

التعبیران المذکوران أعلاه یذکّران بجانب آخر من أبعاد ذلک الیوم العظیم ویترکان أثراً اخلاقیاً کبیراً لدى الإنسان، ویشتملان على مناجاة تستهوی القلب والروح.

فی التعبیر الأول یصف ذلک الیوم ب(وَیَوْمَ یَقُومُ الاَْشْهَادُ). (المؤمن / 51)

و«أشهاد»: جمع «شاهد» أو «شهید» (مثل «أصحاب» التی هی جمع «صاحب»، و«اشراف» جمع «شریف») والأشهاد هنا هم شهود یوم القیامة، ویرى بعض المفسرین أنّ المراد من الأشهاد هم فقط الملائکة الذین یراقبون الأعمال، ویرى البعض الآخر أنّ المراد بهم الأنبیاء(علیهم السلام) والمؤمنون جمیعاً.

ویرى آخرون أنّ المراد منهم جمیع ماذکر بالإضافة إلى الجوارح التی تشهد على أعمال الإنسان أیضاً، ولکن نظراً لوجود التعبیر «یقوم» فإنّ هذا التفسیر یبدو بعید الاحتمال.

والتعبیر بـ«قیام» فی موارد کهذه هو بیان للوضع الخاص المتعارف علیه فی المحاکم وهو قیام الشهود عند الاِدلاء بشهادتهم; وذلک تأکیداً لجدّهم وحزمهم فی أداء الشهادة واحتراماً لرسمیة ووضع المحکمة.

على أیّة حال فهو یومٌ لایکفی فیه شاهد واحد فحسب بل یشهد فیه شهود کثیرون فی تلک المحکمة العظمى، شهادة تکون مصدر عز وفخر للمؤمنین وتأتی بالخزی والذلة للمجرمین، شهادة تحیط بکل شیء ولا یخفى على شهودها شیء، شهادة لا یسع المجرمون انکارها أبداً وتکون مدعومة بالقرائن الکثیرة حتى لا یبقى أمامهم طریق إلاّ التسلیم والاذعان.

ومن هنا ینبغی الامعان فی المعانی التی یحملها هذا الوصف عن القیامة وإلى مدى ما بلغت من التأثیر والجذابیة.

وفی الآیـة الثانیة عبّـر عن ذلک الیوم بـ(یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ والْمَلاَئِکَةُ صَفاً). (النبأ / 38)

بما أنّ «الصف» له معنىً مصدری ویستعمل فی الجمع والمفرد على السواء، فقد رأى جمع من المفسرین احتمال أن یکون المراد من الصف هو بیان صفوف مختلف الملائکة، أو المراد منه صفّان على الأقل یستقر الروح فی الصف الأول وفی الصف الثانی بقیة الملائکة.

وفی الجواب عن ما هو المراد من «الروح» هنا؟ اختلفوا على أقوال عدّة بلغت الثمانیة أقوال أو أکثر، ومن بین هذه التفاسیر المشهورة:

1 ـ الروح هو أحد ملائکة الله المقربین، وهو أفضل من جمیع الملائکة حتى جبرائیل(علیه السلام)، وهو الذی کان یرافق الأنبیاء والأئمة المعصومین(علیهم السلام).

2 ـ المراد به هو جبرائیل الأمین حامل وحی الله.

3 ـ المراد به هو أرواح الموتى، ولکن قبل إلحاقها بالأبدان.

4 ـ المراد به هو مخلوق عظیم لا من صنف البشر ولا من صنف الملائکة.

5 ـ المراد به هو القرآن المجید، ومعنى قیامه هو ظهور آثاره فی مشهد المحشر.

وقد استُدل على کل من هذه التفاسیر المذکورة ببعض آیات القرآن.

مع أنّ للروح معان مختلفة فی مختلف آیات القرآن، وأکثر هذه التفاسیر قرباً للصحة کما یبدو هو التفسیر الأول، وقد ورد هذا التفسیر صریحاً فی بعض روایات المعصومین(علیهم السلام).

فعن علی بن إبراهیم باسناده عن الإمام الصادق(علیه السلام) قال: «هو ملک أعظم من جبرائیل ومیکائیل»(1).

وروی عن ابن عباس أیضاً بأنّه قال: أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) قال: «الروح جند من جنود الله لیسوا بملائکة لهم رؤوس وأید وأرجل، ثم قرأ: (یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِکَةُ صَفّاً) قال: هؤلاء جند وهؤلاء جند»(2).


1. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 427.
2. تفسیر القرطبی، ج 10، ص 6777.

 

49 ـ یوم لا بیعٌ فیه ولا خِلالٌ45 ـ یومَ یقومُ الناسُ لِرَبِّ العالمین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma