49 ـ یوم لا بیعٌ فیه ولا خِلالٌ

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
52 ـ یوم لا یجزى والدٌ عن ولده47 ـ یومَ یقوم الروحُ والملائکة صفاً

ینعکس فی هذین التعبیرین نداءان آخران متقاربان فی الافق حول اوضاع ذلک الیوم العظیم، ففی التعبیر الأول قال تعالى: (یَوْمَ لاَیَنْفَعُ مَالٌ وَلاَبَنُونَ * إِلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِیم). (الشعراء / 88 ـ 89)

وفی التعبیر الثانی قال تعالى: (یَوْمٌ لاَ بَیْعٌ فِیهِ وَلاَ خِلاَلٌ). (إبراهیم / 31)

فی الواقع أنّ رأسمال هذه الدنیا یتلخص فی ثلاثة أشیاء: المال والثروة، والأولاد الراشدون، والأصدقاء الأوفیاء، لکن معضلات المحشر وابتلاءاته المهیبة لا یمکن الخلاص منها بالمال والثروة ولا بمعونة الأولاد ولا الأصدقاء، ولو افترضنا أنّ جمیع أموال الإنسان تنقل إلى هناک وکان جمیع الأولاد والأصدقاء إلى جانبه فهذا لا یحل حتى عقدة واحدة من مشاکله، وذلک لأنّ المقاییس والمعاییر هناک شیء آخر، والمنقذ فی المحشر هو الإیمان والعمل الصالح والقلب السلیم، القلب الخالی من أی شرک وریاء ولا یوجد فیه مکان لما سوى الله.

أغلب المشکلات فی هذه الدنیا یمکن حلّها عن طریق المال والثروة وتقدیم الفدیة والخسائر والرشوة وما شابه ذلک بصورة مشروعة أو غیر مشروعة، ویمکن حل کثیر من المصاعب أیضاً بواسطة الجهود الإنسانیة بالأخص الأولاد الطیبین والأصدقاء المخلصین، وبناءً على ذلک فإنّ أغلب مشاکل هذا العالم تُحل بهذه السبل، بینما لا یکون لهذه الاُمور أی تأثیر هناک.

ولا شک فی أنّ المراد من المال والأولاد هنا هو غیر الأولاد الذین استخدموا فی الطریق المؤدی إلى رضوان الله، أو الأصدقاء الذین یمکنهم الشفاعة عند الله، بل المراد هو أنّ هذه الاُمور لو نقلت إلى هناک بمجرّدها فهی لا تغنی شیئاً.

ولذا جاء فی قوله تعالى: (الاَْخِلاّءُ یومَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِینَ)!(الزخرف / 67)

 

52 ـ یوم لا یجزى والدٌ عن ولده47 ـ یومَ یقوم الروحُ والملائکة صفاً
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma