ونواجه هنا أیضاً من خلال هذا التعبیر الدقیق والفرید من نوعه وجهاً عبوساً آخر لذلک الیوم العظیم، قال تعالى،: (یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ سَاق وَیُدْعَونَ إِلَى السٌّجُودِ فَلاَ یَسْتَطِیعُونَ). (القلم/42)
یرى الکثیرُ أو جمعٌ من المفسرین بأنّ التعبیر: ( یُکْشَفُ عَن سَاق ) هو کنایة عن هولِ المطلعِ وشدّة الخوف والفزع، وذلک لأنّ الناس قدیماً کانوا یرفعون الأکمام عن أذرعهم ویرفعون أذیال ثیابهم إلى المحزم تأهباً عند مواجهة الشدائد والحوادث وفی هذه الحالة تکون السیقان مکشوفة طبعاً.
ویرى بعضٌ من المفسرین أنّ هناک احتمالا آخر فی تفسیر هذه الآیة وهو إن «ساق»
بمعنى الأصل والأساس لکل شیء (مثل ساق الشجرة)، وبناءً على هذا تکون جملة «یُکشَفُ عن ساق» دلیل على ظهور وبروز حقائق الأشیاء فی ذلک الیوم(1).
وعلى أی حال فإنّ الجمیع یُدعون فی ذلک الیوم المرعب للسجود أمام عظمة خالق الکون فیسجد المؤمنون، ومن المحتمل أن تکون هذه السجدة من بواعث اطمئنان القلب والروح، أما من تلوث قلبه بالکفر والذنوب فلا یستطیع السجود.
جاء فی الحدیث عن الإمام الرض(علیه السلام) فی قوله: (یَوْمَ یُکْشَفُ عَن سَاق وَیُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ) قال: «حجاب من نور یکشف فیقع المؤمنون سجداً وتدمج اصلاب المنافقین فلا یستطیعون السجود»(2).
وقال البعض إنّ المراد من (یَوْمَ یُکشَفُ عَن سَاق) هو ظهور النور الإلهی.