المراد من برهان الفطرة هنا (کما هو المراد من الاستدال بالفطرة فی جمیع الموارد) هو أنّ الإنسان یرى فی أعماقه عقیدة وإیماناً بحقیقة ما، ویشعر من خلال الإیمان بوجود عالم الآخرة والقیامة والعدالة الإلهیّة.
ولا ریب أنّ هذا المعنى یمکن توضیحه وبیانه بعدّة طرق، وبعد شرح آیات القرآن المجید سوف نتعرض لهذا الأمر فی فصل التوضیحات، والآن لنتأمل خاشعین فی الآیات الکریمة التالیة:
1 ـ (فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّیْنِ حَنِیْفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتى فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لاَتَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللهِ ذْلَکَ الَّدِیْنُ الْقَیّمُ). (الروم / 30)
2 ـ (لاَاُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیَامَةِ * وَلاَأُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * اَیَحْسَبُ الاِْنسَانُ ألَّنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ). (القیامة/1 ـ 3)