العدل هو النظام الحاکم على الخلق

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
تمهیدالعدالة لا تتحقق بدون القیامة

إنّ کل من لدیه إلمامٌ بسیط بالعلوم الطبیعیة بإمکانه أن یلاحظ أنّ جمیع الکائنات فی هذا العالم تخضع لنظم وقوانین معیّنة، ودقّة هذه القوانین جعلت علماء الطبیعة یدوّنون فیها الکتب طبقاً لهـذه المعادلات الدقیقة، ففی مجال الرحلات الفضائیة مثلا نجد العلماء قد نظموا جمیع برامجهم العلمیة الدقیقة بالاعتماد على هذه القوانین الطبیعیة.

وبتعبیر آخر: إنّ کل ما تقع علیه أنظارنا یخضع للنظم والعدالة، وقد شملت هذه القوانین کل شیء ابتداءً بالمنظومات الشمسیة وانتهاءً بأصغر ذرة.

ومن ناحیة اُخرى لا یمکن استثناء الإنسان من قانون العدالة السائد بمشیئة الله على جمیع عالم الوجود، ولا یتسنى له عدم الانسجام مع أجزاء الکون الاُخرى لأنّ هذا الاستثناء إن وجد یکون من دون مرجح، وبهذا ستوقِن من وجود محکمة أُعُدّت للإنسان أیضاً یحضر فیها جمیع البشر لیتقاسموا حصصهم من العدالة الشاملة لکل عالم الوجود.

کان علماء العقائد فی السابق یستدلون بهذا الدلیل لإثبات مسألة المعاد، وکانوا یحتجّون بأمثلة من مظالم البشر التی انتهت فی هذه الدنیا من دون تحکیم العدالة فیها، فالتاریخ یحفل بکثیر من الظلمة الذین عاشوا مرفهین طیلة حیاتهم حتى غادروا الدنیا، ومظلومین ظلّوا یعانون الظلم والعذاب حتى لفظوا أنفاسهم الأخیرة.

فهل من الممکن أن یرضى الله العادل بهذه الاُمور؟ ألا تتنافى هذه المشاهد وعدالته؟

وهکذا یصل العلماء إلى هذه النتیجة بسهولة وهی ضرورة وجود عالم آخر لتطبیق العدالة الإلهیّة فی خصوص البشر، وفی إطار مبدأ الآیة القرآنیة: (فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَیْراً یَرَهُ * وَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَراً یَرَهُ). (الزلزلة / 7 ـ 8)

وبناء على هذا فإنّ القیامة تعتبر الموضع الذی یتجلّى فیه العدل الإلهی، وهناک یجاب عن جمیع هذه الاستفهامات.

 

تمهیدالعدالة لا تتحقق بدون القیامة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma