نهایة المطاف

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
تمهیدالجمیع یسیر نحو الله

ینصب التأکید فی الآیات المذکورة على (رجوع جمیع البشر إلى الله)... ذلک الأمر الذی یمکن إثباته بواسطة العقل أیضاً، لأنّ المجتمع البشری یشبه القافلة التی بدأت مسیرها من نقطة العدم المظلمة واتّجهت نحو النور المطلق، وهذا المسیر یتمّ تحت ظل الربوبیة وبإذنها (یجب الالتفات إلى أنّ هذه البحوث تأتی بعد قبول مبدأ التوحید والصفات الإلهیّة).

وکلمة «الرب» الواردة فی هذه الآیات تدلّ على أنّ هذه الحرکة تکون تحت ظل ربوبیة الله تعالى وبصورة دقیقة.

ومن ناحیة اُخرى لو کان الموت نقطة النهایة للحرکة فانّها ستکون حرکة غیر هادفة ولا مقر لها، وبتعبیر آخر تعتبر حرکة عشوائیة، بینما یکون السیر الإلهی ذا هدف مناسب یسیر نحوه یقیناً.

فلو تأمّلنا جیداً لوجدنا أنّ کل حرکة تکاملیة تسیر بغیة الوصول إلى مرحلة أعلى ونحو نقطة وجودیة أرقى هی الذات الإلهیّة المقدّسة، بناءً على هذا فإنّ جمیع هذه التحرکات تستهدف الوصول إلیه، ومادام الهدف النهائی لم یتحقق بعد فسوف لن یهدأ الإنسان ولا یقر له قرار إلاّ بعد بلوغ جوار الله وحتى یصل إلى مقام شهود الذات المقدّسة فی زمرة المقرّبین، (فتأمل).

وهذا الحدیث فی جمیع أبعاده یدل على أنّ السیر التصـاعدی للإنسان لا یتوقف بالموت، بل یستمر فی العالم الآخر أیضاً، بناءً على هذا فإنّ وجود الحرکة والهدف یعتبر بحد ذاته دلیلا ملموساً على مسألة الحیاة بعد الموت.

 

تمهیدالجمیع یسیر نحو الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma