5 ـ هل النفس مجردّة؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
تمهیدد) الظواهر الروحیة لا تتلائم مع الکیفیات المادیّة

هل الروح مستقلة ولا غیر؟ وهل یمکنها البقاء بعد موت الجسم وفنائه؟ أم لها حالة التجرّد عن المادة والاستقلال معاً؟ أی أنّها تفتقد خصوصیات المادة التی هی عبارة عن تقیدها بالزمان والمکان والترکیب.

لقد ذهب جمع من الفلاسفة إلى أنّ الروح مجرّدة ولا معنى لاحتوائها على کیفیات مادیة، واستدلوا على ذلک ببعض الأدلة السابقة التی اُقیمت على فرضیة استقلال الروح.

والبعض الآخر یرى أنّ الروح مادّیة لکنها مکوّنه من مادة شفافة وبتعبیر آخر إنّهم یرون أنّ الروح «نصف مجرّدة» أی مجرّدة عن المادة الکثیفة والعناصر المادیة.

فنحن نعلم مثلا بأنّ النور جسم، ولا فرق فی ذلک فی کونه على شکل أمواج أو ذرات «فوتونیة»، ولکن ممّا لا شک فیه هو عدم خضوعه للقوانین التی تخضع لها الأجسام العادیة، لذا فهو یخترق الأجسام الشفافة ولا فرق بالنسبة له بین الفراغ وغیره.

فهل أنّ روح الإنسان شبیهة بهذا حقاً؟ أم هی مجرّدة تماماً وأرقى من المادة بشقیها الکثیف والشفاف.

وبما أنّ إثبات مسألة تجرّد الروح أو إثبات کونها مادة شفافة هی من الأبواب غیر المجدیة فی بحوث المعاد وبما أنّ المهم بالنسبة لنا هو استقلال الروح وبقاؤها بعد فناء الجسم، فإننا نعرض عن ذکر مزید من التفاصیل فی هذا المجال ونوکل ذلک لعلم الفلسفة، وکل ما یمکن أن نقوله هنا هو: إنّ الروح مستقلة سواء کانت مجرّدة أم کانت جسماً مادیاً شفافاً وهی تبقى بعد فناء الجسم المؤلف من عناصر مادّیة وتحافظ على حیویتها، وهذه هی الخطوة الاُولى نحو عالم ما بعد الموت، (فتأمّل).

 

تمهیدد) الظواهر الروحیة لا تتلائم مع الکیفیات المادیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma