لقد تعرضنا فی هذه الآیات فی البحوث السابقة لمناسبات اُخرى، وهنا نتعرض لبحثها من زاویة اُخرى وهی أنّ القرآن المجید شبّه نشور الناس بحیاة الأرض عند نزول المطر فقال: (کَذلِکَ النُّشُوْرُ). وقال فی مورد آخر: (کَذلِکَ الخُرُوجُ).
فهذه التعبیرات والتعبیرات المشابهة لها تتطرق للمعاد الجسمانی، وذلک لأنّ الجسم المادی إذا لم یتلبس بالحیاة مرّة اُخرى فإنّه سوف لن یکون له ایّ شبه بالأرض التی تحیى بعد موتها، لأنّ معاد الروح بمعنى بقاءها بعد موت الجسم، فما هو العامل المشترک بین احیائها واحیاء الأرض لیکون التشبیه صحیحاً؟!
وکما أشرنا آنفاً فإنّ القرآن یحتوی على آیات اُخرى تحمل نفس هذه المضمون أیضاً وردت بعبارات وصور مختلفة تدل جمیعها على تحقق المعاد الجسمانی.