7 ـ ایّ جسم یُعادُ یوم القیامة؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
ثمرة البحث6 ـ هل یمکن الجمع بین (معاد) الأجسام والأرواح؟

والإشکال الأخیر الذی یمکن طرحه هنا هو ما أشرنا إلیه سابقاً من أنّ العلم الحدیث أثبت أنّ جسم الإنسان فی حالة تبدّل وتغیّر دائم، فالخلایا تندرس بالتدریج ویحل محلها خلایا اُخرى، وبعد مرور سبع سنین تقریباً تتبدّل جمیع خلایا الإنسان وتحل محلها خلایا جدیدة، کما هو الحال فی الحوض الکبیر الذی یدخله الماء من أحد جوانبه ویخرج من جانب آخر، ومن الطبیعی أن یتبدل جمیع مائهِ بعد فترة.

بناءً على هذا فإذا ما عمّر جسم الإنسان سبعین سنة فإنّه یتبدل عشر مرات، فهل تعاد جمیع هذه الأجسام العشرة یوم القیامة ویعاد الإنسان بحجم العمالقة؟! أم لا یعاد إلاّ بحجم جسم واحد منها؟ وإن قیل: إنّ أحد هذه الأجسام یعاد یوم القیامة فأیّها سوف یعاد؟ وما هو النصاب فی هذا الترجیح؟

الجواب:

إنّ هذا السؤال استبعاد أیضاً، فما المانع من أن تعاد جمیع هـذه الأجسام؟ لکن الحق هو إعادة الجسم الأخیر فقط، لأنّ القرآن یقول: «یبعث من فی القبور» وتحیى العظام الرمیمة والتراب، وهذا لا یعنی إلاّ إعادة الجسم الأخیر.

أمّا ما هو المناطُ فی ترجیج هذا الجسم على الأجسام الاُخرى؟ فالمناط أنّ هذا الجسم یحمل جمیع صفات وخصوصیات تلک الأجسام، وذلک لأنّ الخلایا التی تتخلّى عن محلها تعطی بالإضافة إلى ذلک جمیع صفاتها للخلایا الجدیدة التی تحل محلها، بناءً على هذا فالجسم الأخیر یحمل فی طیاته عصارة جمیع الأعمال والأوصاف السابقة، وإذا ما توفر المنظار الثاقب الذی یکشف الحقائق لأمکن مطالعة جمیع سوابق الإنسان من خلال بصمات خاصیّة جسمه الأخیر.

ومن البدیهی أن لا یتنافى هذا أبداً مع حشر المؤمنین والصـالحین على هیئة شباب یمتلئُون بالحیویة، وهذا یشبه عملیة جمع تراب اللبنة البالیة ووضعها فی قالب جدید لتصبح لبنة جدیدة.

 

ثمرة البحث6 ـ هل یمکن الجمع بین (معاد) الأجسام والأرواح؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma