من العلامات الاُخرى لنهایة هذا العالم وقرب قیام الساعة حدوث زلزلة عظیمة لیس لها نظیر بحیث تهزّ جمیع أنحاء الکرة الأرضیة فتدمّر کل شیء ویدفن جمیع الناس فی لحظات.
یقول القرآن : (یَااَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىءٌ عَظیمٌ ). (الحج / 1)
ثم یقول: (یَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَة عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ کُلُّ ذَاتِ حَمْل حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُکَارى وَمَاهُمْ بِسُکَارى وَلَکِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِیدٌ ). (الحج / 2)
وسنشیر فی الفصل الثالث تحت عنوان (أشراط الساعة) إلى أنّ هناک زلزلة اُخرى تقع قبیل إحیاء الأموات أشارت إلیها بعض الآیات الکریمة ، ویحتمل أن تکون الآیة الکریمة التی نحن بصددها قد أشارت إلى هذا المعنى بقرینة : ( وَلَکِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدیدٌ ) ، وبهذا یجب أن نفسّر المراد بالمرضعات والحوامل تفسیراً مجازیاً، فشدّة الهلع والخوف الناشئ من أثر الزلزلة العظیمة تجعل کل امرأة حامل تسقط جنینها تفسیرٌ على خلاف ظاهر الآیة، وعلى أیّة حال إنّ هذا المعنى ورد أیضاً فی قوله تعالى: ( یَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ ) .(1)(المزمل / 14)
وجاء نظیر هذا المعنى فی قوله تعالى: ( اِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجَّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّ ). (الواقعة / 4)