لا تجزون إلاّ ما کنتم تعملون

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
1 ـ رؤیة الأعمال فی الروایات الإسلامیة استیفاء الأعمال یوم القیامة

یلاحظ فی الآیة الثانیة عشرة تعبیر جدید فی هذا الصدد وخلاصته أنّ جزاءکم یوم القیامة هو نفس أعمالکم ونجد هذا التعبیر فی کثیر من الآیات القرآنیة فتارة یقول تعالى: (إِنَّمَا تُجْزَونَ مَاکُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

ولقد ورد عین هذا التعبیر فی الآیة 16 من سورة الطور والآیة 7 من سورة التحریم.

و قال تعالى: (وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَاکُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) . (یس / 54)

و قال أیضاً: (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَاکُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) . (النمل / 90)

و قوله تعالى: (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا کُنْتُمْ تَکْسِبُونَ ) . (یونس / 52)

وهناک تعابیر اُخرى من هذا القبیل بشیء من الاختلاف، وبناءً على ما جاء فی ظاهر هذه الآیات فإنّ جزاء الإنسان نفس عمله ، فأعماله ترجع إلیه فتکون سبباً إمّا فی شقائه ومعاناته وإمّا فی سعادته وسروره، وهذا دلیل واضح على مسألة تجسّم الأعمال وعودتها إلى صاحبها وهذا من العدل الإلهی .

وقد اعتبر بعض المفسّرین أنّ (الباء) هی باء السببیة فیصبح المعنى: (بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )أی إنّما تجزون بسبب الأعمال التی اقترفتموها(1) .

فی حین أنّ هذا التعبیر على خلاف ظاهر الآیة وهو غیر جائز من غیر دلیل ولا علة للتقدیر فی الآیات السالفة الذکر، فما المانع من أن تحضر هناک نفس أعمال الإنسان لتشکل القسم الأعظم من جزائه .

یقول المرحوم العلاّمة الطباطبائی فی تفسیر المیزان فی ذیل الآیة 7 من سورة التحریم: «أی إنّ العذاب الذی تعذبون به هو عملکم السیء الذی عملتموه وقد برزت لکم الیوم حقیقته»(2) .

یتضح من مجموع الآیات التی تعرضنا إلى تفسیرها أننا إذا لم نتلاعب بظواهرها ولم نؤولها أو نحملها على معنى آخر ولن نقدر لها أی تقدیر کجملة أو کلمة، وبتعبیر أوضح إن فسّرنا ظواهر الآیات کما هی علیه اتّضح لنا أنّ أعمالنا تتجسد فی یوم القیامة وفی محکمة العدل الإلهی أو المواقف الاُخرى من ذلک الیوم، فتتجسّم وتبرز أمامنا بأشکال تناسب تلک الأعمال فتظهر السیئة على صورة موجودات قبیحة مخیفة ومزعجة ، أمّا الصالحة فتتجسد على صورة موجودات لطیفة مؤنسة وتکون قرین الإنسان .


1. قدر البعض کلمة (على) فیصبح المعنى (على ماکنتم تعملون).
2. تفسیر المیزان، ج 19، ص 388.

 

1 ـ رؤیة الأعمال فی الروایات الإسلامیة استیفاء الأعمال یوم القیامة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma