1 ـ الإیمان والعمل الصالح

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
2 ـ التقوى1 ـ موجبات دخول الجنّة فی المنظور القرآنی

إنّ رأس المال للنجاة والسعادة وفتح أبواب الجنّة هو الإیمان والعمل الصالح، قال تعالى: (وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِکَ اَصحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ ). (البقرة / 82)

ولقد ورد نفس هذا التعبیر أو ما یشبهه فی کثیر من الآیات، وما تکراره إلاّ دلیلاً على أهمیّة الموضوع وعنایة القرآن الخاصة به(1) .

وبهذا فإنّ القرآن الکریم قد کشف النقاب عن الأوهام التی کان یعتقد بها جمع من أهل الکتاب والسائرین على نهجهم من سائر الاُمم حیث کانوا یتصورون أنّ النجاة ودخول الجنّة تقوم على أساس سلسلة علاقات وروابط معینة، أو أنّهم وضعوا ضوابط غیر الإیمان والعمل الصالح، فجاء القرآن لیعبی الناس ویبنی أنفسهم على أساس بعدین رئیسیَّین هما (العقیدة) و (العمل) .

وهذه الآیة التی نحن بصددها جاءت على أثر الآیات التی تتحدث عن الیهود الذین کانوا یعتقدون بأنّهم أولیاء الله واحباؤه: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَیَّاماً مَّعْدودَةً...) . (البقرة / 80)

ومن البدیهی أنّ علاقة الإیمان والعمل الصالح هی کعلاقة (الشجرة) و(الثمرة) فالشجرة الطیبة (من أشجار الفواکه) لا تخلو من الثمار الطیبة وکذا الحال بالنسبة للإیمان فهو لا ینفک عن العمل الصالح إلاّ أن یکون ضعیفاً أو خالیاً من الروح فیتأثر بالشهوات . . والأهواء النفسیة، لذا نقرأ حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) عندما سئل عن حقیقة الإیمان، فقال: «الإیمان أن یطاع الله فلا یعصى»(2) وبتعبیر أوضح : «العمل الصالح هو تجسیم الإیمان القلبی» ولا یعنی هذا الحدیث أنّ العاصین أو مرتکبی الکبائر کفارٌ(3) کما یعتقد الخوارج وإنّما المقصود أنّ الإیمان القوی لا ینفک أبداً عن العمل الصالح ، أمّا الإیمان الضعیف فیمکن أن ینفک عن هذا العمل الصالح ویقع صاحبه فی ارتکاب الکبائر .

ومن الجدیر بالذکر أنّ أغلب الآیات الکریمة تقدم الإیمان على العمل الصالح بالرغم من أنّ الإتیان بالواجبات وترک المحرمات هو أکثر صعوبة من الإیمان ومقدم علیه عرف ، ولعلّ السبب فی تقدیم الإیمان على العمل الصالح یعود إلى أنّ القرآن الکریم یرید أن یبیّن أنّ الإیمان هو أساس الأعمال الصالحة .

وأخیراً فإنّ تعبیر الإیمان والعمل الصالح تعبیران واسعان إلى حد یشملان جمیع مراحل الإیمان بالله وسائر الاصول الاعتقادیة ، من جهة، والإتیان بکافة الأعمال الفردیة والاجتماعیة والعبادیة والسیاسیة من جهة اُخرى، وهذا هو المفتاح الأول من مفاتیح الجنّة .


1. آل عمران ، 136 ; النساء ، 124 ; الأعراف ، 42 ; الحج ، 14 ،23 ،56 ; العنکبوت ، 58 ; الزمر ، 74 ; الاحقاف ، 14 ; محمد ، 12 وآیات اُخرى .
2. اصول الکافی، ج 2، ص 33، ح 3.
3. من الاصول المتفق علیها عند الخوارج هی أنّهم یکفرون مرتکبی الکبائر; سفینة البحار، مادة (خرج) .

 

2 ـ التقوى1 ـ موجبات دخول الجنّة فی المنظور القرآنی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma