3 ـ الاحسان

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
4 ـ الجهاد والشهادة 2 ـ التقوى

الاحسان عامل آخر من عوامل الدخول فی موضع النعمة الإلهیّة ولقد أشار القرآن الکریم إلى هذا المفهوم الواسع فی آیات عدیدة من جملتها الآیة 85 من سورة المائدة فبعد أن أشارت هذه الآیة إلى وضع مجموعة من علماء أهل الکتاب الذین انقلبوا بعد سماعهم آیات القرآن الکریم وفاضت أعینهم بالدمع ممّا عرفوه من الحق ، قال تعالى بصددهم:

(فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا وَذَلِکَ جَزَاءُ الُْمحْسِنِینَ )(1) .

صحیح أنّ القرآن یصرِّح بأنّ کل هذه النعم التی أثابهم الله بها لما قالوا بعظمة القرآن
والإیمان به ولکن من البدیهی أنّ هذا لم یکن قولاً فقط بل کان قولاً ممزوجاً بالإیمان ، ذلک الإیمان الذی ملأ کل وجودهم، لذا تقول الآیات التی قبلها: (تَرَى اَعْیُنَهُم تَفِیضُ مِنَ الدَّمعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ ) (المائدة / 83)

لکن کیف یکون کلام هؤلاء مصداقاً للاحسان ؟ یمکن القول: إضافة إلى أنّهم درسوا القرآن وتدبروا معانیه جیداً کذلک أقروا واعترفوا بدین الحق وعملوا به بشکل جید .

ونستفید من بعض الروایات أنّ الاحسان هو العبودیة المقترنة بالیقین الکامل والشعور بأنّ الأنسان تحت رقابة الله تبارک وتعالى فی جمیع الاحوال . . کما ورد ذلک فی حدیث عن الرسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) فقد سئل عن الاحسان فقال : «أن تعبد الله کأنّک تراه فإن لم تکن تراه فانّه یراک»(2) .

ومن الواضح أنّ من یشعر بمثل هذه المراقبة فستکون عبادته عبادة حقّة لها روح وحقیقة ولیس ذلک فحسب بل إنّ آثار هذا الشعور ستنعکس على جمیع أعمال الإنسان وأقواله وسلوکه .


1. ورد نفس هذا المعنى فی الزمر ، 34; المرسلات ، 44 .
2. تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 553، ح 579 ذیل الآیة الشریفة 125 من سورة النساء .

 

4 ـ الجهاد والشهادة 2 ـ التقوى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma