یلاحظ فی مجالس الضیافة ولأجل تقدیر واحترام الضیوف على أحسن وجه حضور شخصیة أو مجموعة من الشخصیات المحترمة، وهؤلاء یقومون بواجب الضیافة کدعوتهم الضیوف إلى تناول الطعام أو المراجعات أو سائر لوازم الضیافة، وغالباً مایکون هؤلاء من غیر الخدم .
وهذا یعتبر احتراماً مضاعف ، وکذلک یمنح الضیف أهمیّة وعظمة خاصة ، بالإضافة إلى ذلک یزید من احترامه وتقدیره .
ویستفاد من الآیات الکریمة أنّ هذا المعنى عهد به إلى الملائکة وخزنة الجنّة. فإنّهم یدعون أهل الجنّة للانتفاع من نعمها.
ورد فی قرآن الکریم(ومن دون أن یذکر القائل) : (کُلُوا وَاشرَبُوا هَنِیئاً بِمَا کُنتُم تَعمَلُونَ ). (الطور/ 19)
ولقد ورد عین هذا التعبیر فی الآیة 43 من سورة المرسلات.
فهل أنّ المتکلم هو اللّه تبارک وتعالى ؟ وهل ورد هذا الکلام کاحترام وأکرام وعنایة ولطف خاص من قبل اللّه تبارک وتعالى؟ أم أنّ هذا الکلام صادر عن الخزنة والملائکة...؟
على أیّة حال ، فإنّ جمیع نعم الجنّة هنیئة ، وما قول (هنیئاً ... ) إلاّ عنایة اُخرى تضاف إلى جمیع النعم .
ولقد ورد شبیه هذا التعبیر بشیء من الاختلاف فی قوله تعالى : (کُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِیئاً بِمَا اَسْلَفْتُمْ فی الاَْیَّامِ الْخَالِیَةِ ) (1). (الحاقة / 24)
إنّ هذه الآیة لم تشر إلى المتکلم أیض ، وما جاء فی الآیات لا یختلف عمّا ذکرناه فی الآیة السابقة .