الجنّة فی الانتظار !

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
1 ـ أبواب الجنّة فی الأحادیث الإسلامیة تمهید

تشیر الآیة الاُولى إلى حرکة أصحاب الجنّة (زمراً زمراً) نحو الجنّة :(حَتَّى اِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ اَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُم خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَیْکُمْ ) ، ویفهم منها أنّ أصحاب الجنّة عند وصولهم إلیها تفتح لهم الأبواب وکأنّ الجنّة فی انتظارهم فتستقبلهم ویقول لهم خزنتها سلام علیکم، حتّى أنّهم لا یتحمّلون مشقة فتح الأبواب .ویتجلّى نفس المعنى فی الآیة اللاحقة ولکن بتعبیر آخر :(جَنَّاتِ عَدن مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الاَْبوَابُ ) .

ولما کانت کلمة « مفتّحة » من باب التفعیل وتعطی فی مثل هذه الموارد مفهوم الکثرة والتأکید ، فهی ربّما تشیر إلى انفتاح جمیع الأبواب أمامهم لا باب واحدة ، وأنّها مفتوحة على مصاریعها تمام .هل تنفتح هذه الأبواب من ذاتها وکأنّ لها روح وحیاة، أم أنّها تنفتح مع اقتراب أهل الجنّة منها احتراماً لهم ؟ أم أنّها تنفتح بمجرّد القصد والأمر والإرادة ولا حاجة لأیة واسطة أُخرى ؟ أم أنّ ملائکة الجنّة وخزّانها قد فتحوها من قبل احتراماً لأهلها ووقفوا جانباً ینتظرون قدومهم ، کما نفعل نحن تجاه الضیوف الأعزاء ؟ یبدو أنّ الاحتمال الأول یناسب المقام أکثر من غیره ; ویحتمل أن تکون صیغة المجهول دلالة على ذلک ، وفی نفس الوقت یبدو أنّ انتظار ملائکة الجنّة وخزّانها إلى جانب الأبواب متناسباً مع الآیة الاُولى .وأخیراً ورد فی الآیة الثالثة دخول الملائکة من الأبواب المختلفة للجنّة، وذلک بعد استقرار أصحابها فیه ، فتقول الآیة : (وَالمَلائِکَةُ یَدخُلُونَ عَلَیهِم مِّن کُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَیْکُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ) .ألا یعنی هذا أنّ جمیع الأعمال الصالحة ، التی تمثل فی الحقیقة أبواب الجنّة ، تتلخص فی الصبر والاستقامة؟ !

 

1 ـ أبواب الجنّة فی الأحادیث الإسلامیة تمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma