وهذا أیضاً من الذنوب الکبیرة التی یُجازى علیها بعذاب النّار، حیث قال تعالى: (اَلَم تَرَ اِلَى الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللهِ کُفْراً وَاَحَلُّوا قَومَهُم دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ یَصْلَونَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ ). (إبراهیم / 28 29)
أمّا ماهو المقصود هنا بالنعم الإلهیّة؟ قال جماعة من المفسرین ـ وانطلاقاً من بعض الروایات الواردة فی المصادر الإسلامیة ـ إنّ النعمة هی وجود النبی الکریم (صلى الله علیه وآله) ، ونقرأ فی روایة عن الإمام الصادق (علیه السلام) : «نحن والله نعمة الله التی أنعم بها على عباده وبنا یفوز من فاز» (1) .
کلمة «نحن» تشیر إلى کل بیت النبی (صلى الله علیه وآله) ، وإن کانت إشارة إلى المعصومین (علیهم السلام) فهی تشمل النبی من طریق أولى ، وتتضح مدى أهمیّة هذه النعمة فیما لو التفتنا إلى حدیث الثقلین وماله من مکانة ، وعلى أیّة حال فإنّ وجود النبی(صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین (علیهم السلام)وإن کان یُعدّ من أکبر النعم الإلهیّة ، فلا یمکن حصر مفهوم هذه الآیة فی هذا النطاق، والظاهر أنّها تضم جمیع النعم الإلهیّة الکُبرى .
وقد أشار بعض المفسّرین إلى الکافرین بالنعمة الإلهیّة الکُبرى وقالوا: إنّهم بنو امیّة ، أو بنو امیّة وبنو المغیرة ، أو عموم الکفّار فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله) ولکن هذا من قبیل ذکر المصداق أیضاً لا من باب الحصر .
وفی جمیع الأحوال ینبغی شکر النعم الإلهیّة الکبرى والاستفادة منها ما أمکن وعلى أفضل وجه ، وإذا استبدل الشکر بالکفران استوجب عذاب جهنّم (2) .