6 ـ البشرى والإنذار

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
7 ـ إتمام الحجّة5 ـ النجاة من الظلمات

مـع أنّ الترغیب بأنـواع الهِبات والمکافئات المادیّة والمعنویة الإلهیّة والترهیب والانذار من العقاب الشدید النفسی والبدنی هما الطریق إلى التربیة والتعلیم، والعامل المساعد للاخراج من الظلمات إلى النور، لکن نظراً لترکیز القرآن الکریم علیهما کثیراً یمکن اعتبارهما أحد أهداف بعثة الأنبیاء(علیهم السلام).

وفی الآیة السـابعة من آیـات البحث تمّت الإشارة إلى هذا الأمر إذ قال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِینَ إِلاَّ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ).

هذه الآیة ونظائرها التی تعتبر «بشارة» و «إنذاراً» هی بمثابة برنامج رئیسی للأنبیاء(علیهم السلام)، وتعدّ أیضاً ردّاً على اُولئک الذین یعتبرون الأنبیاء(علیهم السلام) آلهة ویرجون منهم إظهار کلّ أنواع القدرة الإلهیّة، وعلى اُولئک الذین انکروا دعوتهم وخالفوهم فی مسیرتهم إذ یؤکّد الله تعالى أنّ وظیفة الأنبیاء (علیهم السلام) هی البشرى والإنذار فقط، أمّا باقی الاُمور فهی موکولة إلیه تعالى وأنّ الهدایة مرتبطة بالناس أنفسهم کما فی الآیة: (فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلاَ هُمْ یَحْزَنُونَ) ( وَالَّذِینَ کَذَّبُـوا بِـآیَاتِنَا یَمَسُّهُمُ الْعَـذَابُ بِمَـا کَانُـوا یَفْسُقُـونَ)ففی الواقع یمکن حصر کلّ الدوافـع الإنسـانیة فـی هاتین الجمـلتین المعـروفتین: «جلب المنفعة» و«دفع الضرر»، (الأعمّ من المادیة والمعنویة)، وقد رکّزت «البشارة» و«الإنذار» علیهما، کما أنّهما بمثابة الأساس الذی تعتمد علیه کلّ تربیة إلهیّة وبشریة مادیة ومعنویة.

البشارة لا تکـفی لوحدها وکذلک الإنذار، بل لابدّ من حاکمیتهما معاً على حیاة الإنسان وفی کلّ مراحل التربیـة منذ نعومة أظفاره حتّى الرمق الأخیر، والذی یلتزم بإحداهما دون الاُخرى سیفشل فی برامجه، إذ کما أنّ التشویق یعدّ عاملا محرّکاً، فکذلک التهدید یعدّ رادعاً قویّاً بالنسبة للمعاندین.

7 ـ إتمام الحجّة5 ـ النجاة من الظلمات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma