صلحُ الحدیبیة فتحٌ کبیرٌ وتقدمٌ للإسلام:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
رسائله (صلى الله علیه وآله) إلى ملوک العالم:الهجرة انعطافٌ جدیدٌ فی تاریخ الإسلام:

فی السنة السادسة للهجرة أمر الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) المسلمین بالتهیؤ إلى حج العمرةِ مصطحبین معهم الإبل لذبحها قرابین إلى الله سبحانه وتعالى ومعلنین لأهل مکة بأنّهم لم یأتوا للحرب ، وکان لهذه الحادثة أثران واضحان :

الأول : أراد الرسول (صلى الله علیه وآله) من ذهابه إلى مکة اعلان عدم خوف المسلمین من أی عدو فی الجزیرة العربیة .

الثانی : مع دخولهم مکة تظهر قدرة الإسلام فی مقابل مرکز عبادة الأوثان وهذا مؤشر واضح على قوة وانتصار الإسلام لأنّ مکة کانت من المراکز المهمّة والقویة فی مقاومة الإسلام ، وأدرک أهل مکة ذلک فقرروا منع دخول المسلمین من مکة وعندها أمر الرسول (صلى الله علیه وآله) أصحابه بمبایعته فکانت بیعة شدیدة المواثیق والعهود سُمیت ب « بیعة الرضوان » .

ولما سمع المشرکون بخبر البیعة قرروا عقد صلح مع الرسول (صلى الله علیه وآله) جاء فیه : أن یخرج المشرکون من مکة السنة القادمة ویدخلها الرسول (صلى الله علیه وآله) لأداء حج العمرة (1) . وبعد أن تمّ الاتفاق على هذا الصلح توفرت أرضیة سهلة للقضاء على أعداء الإسلام الکبار والصغار الذین کانوا بین الحین والآخر یحوکون المؤامرات ضد المسلمین أو یتعرضون لهم ، فبمجرد أن عاد الرسول (صلى الله علیه وآله) من الحدیبیة أعدّ العدّة لحرب هؤلاء الأعداء فارسل سریة ( عکاشة ) إلى ( بنی اسد ) ، وسریة (محمد بن سلمة) ، إلى (بنی ثعلبة) ، وسریة ( أبی عبیدة الجراح ) ، إلى ( ذی القصد ) ، وأرسل ست سرایا(2) بقیادة ( زید بن حارثة ) لحرب ( الجموح ) إلى ( عیص وطرف وحسمى ووادی القُرى وام قرفة ) ، وسریة ( عبد الرحمن بن عوف ) إلى (دومة الجندل) ، وسریة (علی بن أبی طالب (علیه السلام) إلى ( فدک ) ، وسریة ( کرز بن جابر )(3) إلى ( عرینین ) ، وکل هذه المعارک وقعت بعد الحدیبیة(4) .

وکثیر من القبائل التی کانت تعدُ العدّة لحرب المسلمین قد فشلت وانهزمت قبل أن تنجز شیئاً ذا بال ووصلت قدرة الإسلام إلى أوج عظمتها وحینها لم تحدّث قبیلة من القبائل نفسها فی أن تخوض معرکة مع الرسول (صلى الله علیه وآله) والمسلمین وأحست مکة بالضعف وعقدت هدنة مع الرسول فاعترفت برسمیة الحکومة الإسلامیة .


1. الکامل، ج 1 ، ص 582 ; سیرة ابن هشام، ج 3 ، ص 321 ; وتفسیر جامع البیان، ج 2 ، ص 270 .
2. سیرة ابن هشام، ج 3 ، ص 53 .
3. المصدر السابق، ج 4 ، ص 290 .
4. الکامل، ج 1 ، ص 588 ـ 590 .
رسائله (صلى الله علیه وآله) إلى ملوک العالم:الهجرة انعطافٌ جدیدٌ فی تاریخ الإسلام:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma