استعرضنا فیما تقدم لمحات مختصرة من حیاة نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) من وجهة نظر المؤرخین ، والآن نستعرض حیاتَه الشریفة منذُ نعومةِ أظفارهِ وحتى انتهاء عُمره کما جاء فی القرآن الکریم ـ بتحقیق دقیق مختصر یصلح أن یکون مقدّمة خاصة للبحوث حول النبوة .
إنّ دراسة الآیات القرآنیة وبالأخص ذات العلاقة بهذا البحث لها أهمیّة بالغة وذلک للرد على أصحاب الشبهات والمخالفین، فلو أنّ هذه الآیات لم تنطبق على واقع حیاة الرسول(صلى الله علیه وآله)فإنّ ذلک سیکون مدعاة لإثارة هذه الشبهات، والتی سوف یکتبونها فی التواریخ کما کتبت الوقائع الأُخرى.
وبتعبیر آخر : بغض النظر عن کون القرآن الکریم کلام الله سُبحانه وتعالى وکل ما جاء به من الآیات القرآنیة منسجمٌ مع الحقیقة والواقع . فلو فرضنا عدم صحة تطابقها فإنّ الآیات القرآنیة التی تخص حیاة الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) لا یمکن عدم تطابقها مع الواقع ، لأنّها ستکون وسیلة جیدة یتذرع بها الأعداء لتمریر شبهاتهم وبهذه الإشارة نمعن النظر مرة أُخرى فی الآیات القرآنیة والنقاط المهمّة التی جاءت بها حول مقاطع مختلفة من حیاة الرسول(صلى الله علیه وآله).