بدایة مرحلة البعثة النبویة:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
قصة یوم الدار:طفولة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله):

ما تقدم یمثل لمحات مختصرة من القرآن الکریم حول حیاة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) قبل البعثة الشریفة ، والآن جاء دور البحوث المفصلة حول البعثة النبویة .

فقد أشار القرآن الکریم إشارات مختلفة حول بعثة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) ومن جملتها الآیات الخمس التی جاءت فی أول سورة العلق ، التی اتفق المفسرون على أنّ نزولها فی بدایة (1) الوحی وبعثة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) حیث قال عز من قائل : ( اِقْرَأ بِاسمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ * خَلَقَ الاِنَسانَ مِن عَلَق * اِقْرَأ وَرَبُّکَ الاَکرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الاِنسَانَ مَالَمْ یَعْلَمْ ) وکما هو المشهور فإنّ هذه الآیات نزلت على النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی غار حراء .

أجل، إنّ الله سبحانه وتعالى ذو القدرة هو الذی أنزل إلیک کتاباً سماویاً عظیماً یحمل بین دفتیه أسمى العلوم والمعارف الجلیلة والقوانین والدروس التربویة بوسائل بسیطة کالحروف الهجائیة ، وأکد مرة اُخرى على ضرورة تعلم القراءة باسم الخالق العظیم، واضافة إلى مسألة القراءة أشار إلى تعلم الکتابة وإلى أنّ الله سبحانه هو المعلم ، الله معلم البشر الأول الذی ( عَلَّمَ الاِنَسانَ مَالَمْ یَعْلَم ) فکانت طرق التعلیم على ثلاثة أقسام : ( قسم خلقها على هیئة علوم فطریة فی وجودها مع الإنسان فی الفطرة، وقسم آخر یعتمد العقل والتدبر والتفکیر فی عالم الخلق، والقسم الثالث عن طریق الأنبیاء ) .

إنّ هذه الآیات القرآنیة تدل على أنّ البعثة بدأت فی جو مفعم بالمعنویة ومملوء بنور العلم والمعرفة (2) .

فثقل الوحی من جهة وثقل الرسالة التی أُلقیت على عاتق الرسول (صلى الله علیه وآله) من جهة اُخرى، والمستقبل المُرعب فی المجابهة المحتومة مع المشرکین المعاندین المتعصبین من جهة ثالثة ، کانت سبباً فی شعور النبی (صلى الله علیه وآله) بالتعب الشدید بعد نزول الوحی علیه أول مرة، فرجع إلى بیته ونام على فراشه وإذا بصوت الوحی یقرع مسامعه للمرة الثانیة بقوله تعالى : (یَااَیُّهَا المُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّکَ فَکَبِّر ). (المدثر/ 1 ـ 3)

وهناک أقوال کثیرة حول سبب نزول هذه الآیة عند المفسرین .

فبعضهم یقول : إنّها تتعلق بزمان تجمع فیه المشرکون العرب فی موسم الحج ، وتشاوروا لمجابهة الرسول (صلى الله علیه وآله) .

وقد جاء فی روایات متعددة أنّ الآیات الاولى من سورة العلق على أقل تقدیر ـ نزلت بعد حادثة غار حراء وبعثة الرسول (صلى الله علیه وآله) والآیات الباقیة لها تتعلق بالسنوات التالیة (3) .

وتشابه هذه الآیات ، الآیات الاُولى من سورة المزّمل التی أشارت أیضاً إلى أنّ الرسول (صلى الله علیه وآله) تدثر بردائه ونام فی فراشه فنزل قوله تعالى : ( یَااَیُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ الَّلیلَ إِلاَّ قَلِیل * نِّصفَهُ اَوِ انقُصْ مِنهُ قَلیِل * اَو زِدْ عَلَیهِ وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِیل * اِنَّا سَنُلقِى عَلَیْکَ قَوْلاً ثَقِیلاً ) .

واُسلوب هذه الآیات یدلل على أنّها نزلت فی أوائل الدعوة الإسلامیة لأنّ إلقاء القول الثقیل یشیر إلى القرآن المجید الذی نزل على رسول الله (صلى الله علیه وآله)فی زمان کان عدد المؤمنین فیه قلیل ، فاضطر (صلى الله علیه وآله) إلى جمع المؤمنین لیلاً وبعیداً عن أنظار الأعداء لیقرأ علیهم الآیات القرآنیة التی کانت تحتوی على المعارف والقوانین الإسلامیة .

وطبیعی أنّ قسماً من آیات هذه السورة قد نزلت فی السنوات التالیة ، بل وهناک احتمال أنّ الآیة الطویلة الواقعة فی آخر السورة والتی جاء فیها حثٌ على الجهاد فی سبیل الله سُبحانه قد نزلت فی المدینة أواخر المرحلة المکیة ( لأنّ فیها أخباراً عن المستقبل القریب ) .

وعلى أیّة حال فلیس هناک سبب یمنع نزول الآیات الاولى من السورة فی بدایة الدعوة وبالأخص أنّ کثیراً من المفسرین قد أشاروا إلى ذلک .

ومن المعروف أنّ دعوة الرسول (صلى الله علیه وآله) کانت سریة فی بدایة البعثة ولم یتصل ویدع إلى الإسلام إلاّ الخواص الذین کان یطمئن باستعدادهم النسبی لتلبیة دعوته، وفی هذه المدّة آمنت به عدّة معدودة .


1. أورد بعض المفسرین ومن بینهم القرطبی قولاً ضعیفاً هو إنّ أول آیة نزلت على الرسول (صلى الله علیه وآله) هی آیات، سورة الحمد ، أو المدثر، ولکن وفقاً لما ورد فی تفسیر روح البیان، إذا کان هناک خلاف ففی سورة العلق کلها ولا یوجد هناک خلاف على الآیات الخمس الأوائل منها بکونها أول آیات نزلت ، ج 10 ، ص 470 .
2. فی الآیات 164 من سورة آل عمران والآیة 2 من سورة الجمعة أیضاً إشارات إلى أصل البعثة ولم تذکر الآیات الاُولى التی نزلت .
3. فسّر المفسرون کلمة ( المدثر ) على خمسة تفاسیر ، وردت فی التفسیر الامثل، ذیل هذه الآیات وأکثر الجمیع ملاءمة هو أنّ الرسول (صلى الله علیه وآله)) کان مضطرباً فنام فی فراشه ونزلت تلکم الآیات .
قصة یوم الدار:طفولة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله):
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma