1 ـ ماهی الإمامة؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
2 ـ هل الإمامة من الاُصول أم من الفروع؟تمهید:

فیمایتعلق بتعریف الإمامة هنالک اختلاف کثیر فی وجهات النظر ، ولابدّ من وجود هذا الاختلاف، فالامامة فی نظر طائفة « الشیعة واتباع مذهب أهل البیت (علیهم السلام) » من اصول الدین والاُسس العقائدیة ، بینما تعتبر فی نظر طائفة اُخرى «أهل السّنة » من فروع الدین والأحکام العملیة .

فمن البدیهی أن لا تتشابه نظرة الطائفتین إلى مسألة الإمامة ، وأن لا یکون لهما تعریف واحد له .

من هنا نرى أحد علماء السنة یعرِّف الإمامة هکذ : «الإمامة رئاسة عامة فی اُمور الدین والدنی ، خلافة عن النبی (صلى الله علیه وآله)» (1).

واستناداً إلى هذا التعریف ، فالإمامة مسؤولیة ظاهریة فی حدود رئاسة الحکومة ، وغایة الأمر أنّ الحکومة تتأطَّر بإطار دینی ، واتخذت طابع خلافة النبی (صلى الله علیه وآله) «الخلافة والنیابة فی أمر الحکومة»، وبطبیعة الحال یمکن انتخاب مثل هذا الإمام من قبل الناس .

واعتبر البعض أنّ الإمامة تعنی: «خلافة شخص للنبی (صلى الله علیه وآله) فی إقامة الأحکام الشرعیة وحراسة الدین بنحو تکون اطاعته واجبة على جمیع الاُمّة» (2).

وهذا التعریف لا یختلف عن التعریف الأول نوعاً م ، لأنّه یحتوى على نفس المفهوم والمضمون .

کما أنّ ابن خلدون قد سار على نفس هذا المعنى فی مقدمة تاریخه المعروف (3).

ویقول المرحوم الشیخ المفید فی «أوائل المقالات» فی بحث العصمة مایلی : «إنّ الأئمّة القائمین مقام الأنبیاء فی تنفیذ الأحکام، وإقامة الحدود، وحفظ الشرائع، وتأدیب الأنام معصومون کعصمة الأنبیاء» (4).

فطبقاً لهذا التعریف الذی یجاری مایعتقد به اتباع أهل البیت (علیهم السلام) أنّ الإمامة أعلى مرتبة وأشمل من الزعامة والحکومة على الناس ، بل إنّ جمیع مسؤولیّة الأنبیاء «سوى استلام الوحی وما شابهه» ثابتٌ للائمة، من هنا فشرط العصمة المتوفر فی الأنبیاء متوفر فی الأئمّة أیضاً.

لهذا فقد جرى تعریف الإمامة فی نظر الشیعة کما ورد فی کتاب شرح احقاق الحق کما یلی : «هی منصبٌّ إلهی حائز لجمیع الشؤون الکریمة والفضائل إلاّ النبوة وما یلازم تلک المرتبة السامیة» (5).

وبناءً على هذا التعریف ، فالإمام ینصب من قبل الله تعالى عن طریق النبی (صلى الله علیه وآله) ، ویمتلک نفس الفضائل والخصائص التی یمتلکها النبی (صلى الله علیه وآله) «عدا النبوة» ، ولا ینحصر عمله فی الحکومة الدینیة فقط .

لهذا یعتبر الإیمان بالإمامة جزءً من اُصول الدین لا من فروع الدین .


1. شرح التجرید للقوشجی، ص 472
2. الشرح القدیم للتجرید لشمس الدین الاصفهانی نقلاً عن توضیح المراد ، تعلیقة على شرح تجرید الاعتقاد للسید هاشم الحسینی الطهرانی ، ص 672.
3. مقدمة ابن خلدون ، ص 191 .
4. أوائل المقالات، ص 74.
5. احقاق الحق ، ج2 ، ص 300 (الهامش الأول ).
2 ـ هل الإمامة من الاُصول أم من الفروع؟تمهید:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma