1 ـ معنى الولایة والمولى فی حدیث الغدیر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
2 ـ آیات أُخرى فی القرآن تؤید حدیث الغدیر دراسة وتحلیل حول آیة التبلیغ :

لقد اطلعنا على حدیث الغدیر المتواتر بشکل إجمالی ، والعبارة المشهورة التی جاءت عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی جمیع الکتب وهی : «من کنتُ مولاه فعلیٌ مولاه» توضح الکثیر من الحقائق ، وإن أصرّ کثیرٌ من کتاب أهل السنّة على تفسیر کلمة «المولى» بمعنى الصدیق والمحبّ والناصر ، لأنّ هذا أحد المعانی المعروفة لـ«المولى» .

ونحن نسلّم بأنّ إحدى معانی «المولى» الصدیق والمحب والناصر ، إلاّ أنّ ثمّة قرائن عدیدة تثبت أنّ المولى فی الحدیث أعلاه تعنی «الولی والمشرف والقائد» وهی کما یلی بإیجاز :

1 ـ إنّ قضیة محبّة علی (علیه السلام) مع جمیع المؤمنین لم تکن أمراً خفیاً وسریا ومعقد ، بحیث یحتاج إلى هذا التأکید والایضاح ، وبحاجة إلى إیقاف ذلک الرکب العظیم وسط الصحراء القاحلة الساخنة والقاء خطبة علیهم لأخذ الاقرارات من ذلک الجمع .

فالقرآن یقول بصریح القول : (اِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ). (الحجرات / 10)

وفی موضع آخر یقول : (وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعضُهُمْ اَوْلِیَاءُ بَعْض). (التوبة / 71)

والخلاصة: إنّ الاُخوة الإسلامیة ومودّة المسلمین مع بعضهم من أکثر المسائل الإسلامیة بداهة، حیث کانت موجودة منذ انطلاقة الإسلام ، وطالما أکّد علیها النبیُّ (صلى الله علیه وآله)مراراً بالإضافة إلى عدم کونها مسألة تحتاج إلى بیان بهذا الاُسلوب الحاد فی الآیة ، وأن یشعر النبی (صلى الله علیه وآله) بالخطر من البوح بها (تأملوا جیداً) .

2 ـ إنّ عبارة : «ألَسْت اولى بکم من انفسکم» الواردة فی الکثیر من الروایات لا تتناسب أبداً مع بیان مودّة عادیة ، بل إنّه یرید القول إنّ تلک الأولویة والصلاحیات التی لی تجاهکم وکونی نبیّکم وإمامکم وقائدکم، فإنّ کل ذلک ثابت لعلی (علیه السلام) وأنّ أی تفسیر لهذه العبارة غیر ما قیل فهو بعید عن الانصاف والواقعیة، لاسیما مع الأخذ بنظر الاعتبار جملة «من أنفسکم» (أنا أولى بکم من أنفسکم) .

3 ـ التهانی التی قدمها من حضر فی هذه الواقعة التاریخیة لعلی(علیه السلام)، لاسیما التهانی التی قدمها أبو بکر وعمر ، إذ إنّها تبرهن على أنّ القضیة لم تکن سوى تعیینه للخلافة التى تستحق التبریک والتهانی، فالاعلان عن المودة الثابتة لدى کل المسلمین بشکل عام لایحتاج إلى تهنئة .

جاء فی مسند الإمام أحمد أنّ عمراً، قال لعلی بعد خطبة النبی (صلى الله علیه وآله) : «هنیئاً لک یا ابن أبی طالب أصبحت وأمسیت مولى کل مؤمن ومؤمنة» (1).

ونقرأُ فی العبارة التی ذکرها الفخر الرازی فی ذیل الآیة : ( یَا أَیُّها الرَسُولُ بلِّغْ مَا أُنزِلَ اِلَیکَ )إنّ عمراً قال : «هنیئاً لک أصبحت مولای ومولى کل مؤمن ومومنة ، وبهذا فإنّ عمراً یعدهٌ مولاه ومولى المؤمنین جمیعاً» .

وفی تاریخ بغداد جاءت الروایة بهذا الشکل : «بخ بخ لک یا ابن أبی طالب ! أصبحت مولای ومولى کل مسلم» (2).

وجاء فی «فیض القدیر»، و«الصواعق»، أنّ أبا بکر وعمراً بارکا لعلی بالقول : «أمسیت یا ابن أبی طالب مولى کل مؤمن ومؤمن» (3).

ومن نافلة القول : إنّ المودّة العادیة بین المؤمنین لیست لها مثل هذه المراسیم ، وهذا لا ینسجم إلاّ مع معنى الولایة التی یفید الخلافة .

4 ـ إنّ الشعر الذی نقلناه آنفاً عن «حسان بن ثابت» بذلک المضمون والمحتوى الرفیع، وتلک العبارات الصریحة والجلیة شاهد آخر على هذا الادّعاء ، وتشیر إلى هذه القضیة بما فیه الکفایة ( راجعوا تلک الأبیات مرة آخرى) .


1. مسند أحمد ، ج4 ، ص281 (على ضوء نقل الفضائل الخمسة ، ج1 ص432) .
2. تاریخ بغداد ، ج7 ، ص290 .
3. فیض القدیر ، ج6 ، ص217 ; الصواعق ، ص107 .
2 ـ آیات أُخرى فی القرآن تؤید حدیث الغدیر دراسة وتحلیل حول آیة التبلیغ :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma