مضمون آیة المباهلة:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
المباهلة فی أقوال المحدثین :1 ـ آیة المباهلة

تدلُّ الآیة أعلاه بالإضافة إلى الآیات التی نزلت قبلها وبعدها أنّ النبی (صلى الله علیه وآله)یُؤْمَر فی مواجهة اصرار النصارى على التمسک بعقائدهم المحرفة کزعمهم بأُلوهیة عیسى (علیه السلام)مثلاً، وعدم جدوى المنطق والاستدلال ازاء عنادهم ، فکان لابدّ للنبی (علیه السلام)من التضرع وأن یسلک طریق المباهلة ، ویثبت صدق کلامه من خلال هذا الطریق المعنوی ، أی یباهلهم لیتبین الصّادق من الکاذب !

والمباهلة فی الأصل من مادة «بهلْ» على وزن (أهلْ) وتعنی الترک ، من هنا فعندما یترکون الحیوان لحاله ولا یلفون ثدایاه فی کیس خاص ـ لمنع ولیده من الرضاعة ـ یقولون

له : «باهل»، و«الابتهال» فی الدعاء تعنی التضرع وایکال الأمر إلى الله تعالى.

وتارة فسروا هذه الکلمة بمعنى «الهلاک واللعن والطرد من الله»، وذلک أیضاً بسبب ترک العبد وایکاله إلى نفسه والخروج عن ظل لطف الله سبحانه .

هذا الرأی هو الأصل اللغوی ، أمّا من ناحیة «المفهوم المتداول» الذی أشیر إلیه فی الآیة ، فالمباهلة الملاعنة بین شخصین ، من هنا فعندما لاتجدی الاستدلالات المنطقیة ، ویجتمع الذین یدور بینهم جدول بشأن مسألة دینیة مهمّة ویتضرعون إلى الله سائلین منه أن یفضح الکاذب ویعاقبه ، وهو مافعله النبی (صلى الله علیه وآله) فی مواجهة نصارى نجران ، حیث اُشیر إلیه فی الآیة .

ومن خلال ماذکر نلقی نظرة على تفسیر هذه الآیة :

(فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعدِ مَاجَاءَکَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ اَبنَاءَنَا وَاَبنَاءَکُم وَنسَاءَنَا وَنسَاءَکُم وَاَنْفُسَنا وَاَنْفُسَکُم ثُمَّ نَبتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الکَذِبِینَ) .

لا شک أنّ هذه الواقعة التاریخیة قد حصلت ولم یستطع أحد انکارها، ومفادها : أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) اختار نفراً واصطحبهم معه للمباهلة .

جاء فی الروایات الإسلامیة التی نقلها المفسرون والمحدثون : لما نزلت الآیة أعلاه اقترح النبی (صلى الله علیه وآله) على نصارى نجران المباهلة ، فطلب زعماء النصارى من النبی (صلى الله علیه وآله)مهلة یوم واحد لیتشاوروا فی الأمر ، فقال لهم حبرهم :

«انظروا محمّداً فی غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غیر شیء فلما کان الغد جاء النبی (صلى الله علیه وآله) آخذاً بید علی والحسن والحسین بین یدیه یمشیان وفاطمة تمشی خلفه، وخرج النصارى یقدمهم أسقفهم، فلما رأى النبی (صلى الله علیه وآله)قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقیل له : هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إلیه، وهذان ابنا بنته من علی (علیه السلام)، وهذه الجاریة بنته فاطمة أعزّ الناس علیه وأقربهم إلى قلبه، وتقدم رسول الله فجثا على رکبتیه قال الأسقف جثا والله کما جثا الأنبیاء للمباهلة، فرجع ولم یقدم على المباهلة، فقال الأسقف : یاأبا القاسم إنا لا نباهلک ولکن نصالحک» (1).

وجاء هذا المضمون أیضاً باختلافات طفیفة لا تضر بأصل القضیة فی الکثیر من التفاسیر الاُخرى ، مثل تفسیر الفخر الرازی (ج8، ص10); والقرطبی (ج2، ص1346); وروح البیان (ج2، ص44); وروح المعانی(ج3، ص188); والبحر المحیط (ج2، ص472); وتفسیر البیضاوی (ذیل آیة البحث) وتفاسیر آخرى .

والآن لنرى کتب الحدیث، ماذا تقول:


1. تفسیر مجمع البیان ، ج1 و2 ، ص 452 مع شیء من الاختصار . 
المباهلة فی أقوال المحدثین :1 ـ آیة المباهلة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma