تمهید :

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
1 ـ آیة الصلوات والتحیة25 ـ آیة المسؤولین

بالرغم من أنّ المذهب الشیعی لا ینحصر بـ «الإمامیة الاثنى عشریة»، بل یضم الشعب والفرق الاُخرى مثل «الزیدیة» الذین یعتقدون بأربعة من الأئمّة فقط، و«الاسماعیلیة» الذین یعتقدون «بسبعة أئمّة» وغیرهم من الفرق، إلاّ أنّه وبلا أدنى شک یعد الشیعة الاثنى عشریة أشهر تلک الفرق قاطبة، إذ یشکلون جزءً مهماً من المسلمین فی سائر انحاء العالم، ویشکلون فی بعض الدول کایران والعراق والبحرین الأکثریة القاطبة من السکان، وفی البعض الآخر یشکلون نسبة کبیرة من السکان کما هو الحال فی أغلب البلدان الإسلامیة .

إنّ للشیعة الاثنى عشریة مراکز علمیة هامة، تضم عشرات الآلاف من العلماء والطلاب المنهمکین فی التحقیق والتدریس وتعلم العلوم الإسلامیة .

وقد تمّ تألیف وطبع ونشر عشرات الآلاف من الکتب العلمیة حول العقائد الإسلامیة، والفقه، والاُصول، والتفسیر، والحدیث، والفلسفة، والرجال، والدرایة ، والتاریخ الإسلامی من قبل علماء الشیعة.

وقد ذکر المرحوم المحقق الجلیل «الشیخ آقا بزرک الطهرانی» فی کتابه «الذریعة إلى تصانیف الشیعة» والذی تمّ طبعه مؤخراً فی 26 مجلداً، أسماء عشرات الآلاف من کتب علماء الشیعة مع ذکر مؤلفیها مع شرح وجیز عن کل منهم، مما یوضح بشکل جلی حجم الخدمات الجلیلة التی قدمها العلماء الشیعة للعلوم الإسلامیة، وکیف أنّهم خلفوا وراءَهم تصانیف ثمینة جدّاً فی جمیع الفنون الإسلامیة والعلوم الإنسانیة مخلدة ذکراهم .

ویجدر بالذین لا یدرکون هذه الحقائق أن یقوموا بزیارة المراکز العلمیة للشیعة فی مختلف مناطق العالم، لیروا الطلاب والفضلاء وعلماء الشیعة الذین یمتازون بالمهارة الفائقة فی العلوم الإسلامیة المختلفة عن کثب، ویطلعوا على مکتباتهم المملوءة بالکتب العلمیة لهؤلاء العلماء، وکذلک بالکتب العلمیة للعلماء السنّة .

ویلاحظوا عن قرب، الفقهاء، والمتکلمین، ومفسری القرآن، والکتاب اللامعین ، والخطباء، والکم الهائل من حفظة القرآن الکریم .

ولکن مما یؤسف له أنّ الرقابة الشدیدة المفروضة على الکثیر من المحافل الخبریة الإسلامیة والحاکمة کذلک على أغلب المکتبات المعروفة للدول الإسلامیة ، لم تسمح لحد الآن بأن یقوم المحققون المحایدون للسنّة من التعرف بشکل واضح على اتباع مذهب أهل البیت (علیهم السلام) والعلماء وآثارهم العلمیة .

ونجد هنا أنّ المکتبات ملیئة بکتب علماء السنّة إلى جانب کتب علماء الشیعة دون ملاحظة أدنى فرق بینهم من حیث الحضور فی المکتبات، ولا یشعر أی منهم أیضاً بأدنى خطر من هذه الناحیة على مذهبه، إلاّ أنّ مکتبات الاخوة السنة لها شکل آخر غالباً، ولا یلاحظ فیها أی أثر لعشرات الآلاف من المؤلفات العلمیة المعروفة للشیعة، أو أنّها تقتصر على مقدار قلیل منها فقط!.

وعلى أیّة حال نأمل أن یأتی الیوم الذی یتمکن فیه المحققون وبحیاد تام، أن یدققوا ویبحثوا فیما قلناه آنفاً، ویعرفوا المجتمع الشیعی الإمامی کما هم علیه ـ ولیس کما یقوله اعداؤهم، أو کما تحاول أن تصوره الأبواق الاستعماریة عنهم ـ ویقیناً سیشهد ذلک الیوم وقائع جدیدة فی العالم الإسلامی مع اتباع هذا المذهب، وسینعم العالم الإسلامی بتفاهم وانسجام أفضل .

ولکی لا نبتعد عن أصل الموضوع، تلاحظ فی الآیات القرآنیة، إشارات لأئمّة أهل البیت المعصومین (علیهم السلام) تزداد جلاءً ووضوحاً بمساعدة الروایات الواردة فی المصادر الإسلامیة المعروفة بشأن تفسیر هذه الآیات.

وهذه الآیات متعددة، ونشیر فی النهایة إلى بعض منها فقط، وتمت الإشارة إلى مجموعة

منها فی بدایة البحث فی موضوع ولایة وإمامة علی (علیه السلام)، ومنها :

1 ـ آیة (اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذهِبَ عَنکُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَیتِ). ( الاحزاب / 33 )

بشهادة محتواها، وکذلک الروایات الواردة فی شرحها وتفسیرها عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)فی المصادر الإسلامیة المعروفة، أنّ مفهومها عام أی أنّها تشمل بالإضافة لعلی(علیه السلام)سائر الأئمّة المعصومین، وخاصة الإمام الحسن والإمام الحسین (علیهما السلام) اللذین صُرح باسمیهما فی هذه الروایات .

2 ـ آیة (قُل لاَّ أَسأَلُکُم عَلَیهِ اَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِى القُرَبى). (الشورى / 23 )

تشیر أیضاً وبنحو الإجمال لجمیع الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)، وقد صرح فی روایات متعددة منقولة عن سعید بن جبیر وابن عباس عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) أنّ المراد من «القربى» فی هذه الآیة، علی (علیه السلام)وفاطمة (علیها السلام)وذریتهما، وصرح فی البعض الآخر باسم الإمامین الحسن والحسین (علیهما السلام) أیضاً.

ولغرض المزید من التوضیح یرجى مراجعة «شواهد التنزیل» وسائر المصادر التی ذکرناها أثناء شرح هذه الآیة (1).

3 ـ آیة (أَطِیعُوا اللَّهَ وَاَطیِعُوا الرَّسُولَ وَاُولىِ الاَمرِ مِنکُم). ( النساء / 59 )

وهذه الآیة هی الاُخرى کسابقتها، لاسیّما أنّ لهذه الآیة مفهوماً عاماً یشمل کل زمان، وبناء على ذلک لابدّ من وجود مصداق من «اُولی الأمر» فی کل عصر وزمان، یکون فرداً معصوماً، وطاهراً من الذنوب (لأنّ الطاعة المطلقة الخالیة من کل قید وشرط غیر مشروعة سوى للمعصومین خاصة).

إضافة إلى ذلک ففی بعض الروایات المعروفة الواردة فی مصادر أهل السنّة صرح باسم الإمام الحسن والإمام الحسین (علیهما السلام).

4 ـ آیة (کُونُوا مَعَ الصَّادقِینَ). (التوبة / 119)

هی الاُخرى بنفس المفهوم الذی شرحناه سابق ، إذ لها مفهوم عام شامل لکل عصر وزمان، وهی دلیل على أنّه یوجد فی کل عصر وزمان صادق معصوم ( ذلک أنّ المؤازرة والتبعیة المطلقة دون قید أو شرط لیس لها مفهوم سوى للمعصومین فقط ) ، وإضافة إلى ذلک فإنّ بعض الروایات الواردة فی شرح هذه الآیة، تفسر الصادقین بأنّهم محمد وأهل بیته(علیهم السلام) (2) .

وبما أنّ هذه الآیات والروایات المتعلقة بها، ذکرناها فی هذه المباحث بشکل مفصل لذا نحجم عن تکرارها مرة اُخرى، وننتقل إلى آیات الفضیلة .

ونؤکد مرّة اُخرى على أنّ آیات الفضیلة لا تطرح باعتبار أنّها الآیات التی لها دلالة مباشرة على إمامة وولایة أئمّة أهل البیت (علیهم السلام)، بل الهدف من ذلک هو أن یتضح بشکل جلی أنّ کل واحد منهم کان أفضل أفراد عصره، وبما أنّه لابدّ من وجود اولی الأمر والإمام المعصوم فی کل عصر وزمان طبقاً لمفهوم الآیات السابقة، فإنّهم مصداق هذا المعنى :


1. أوردت روایات بطرق مختلفة فی هذا المجال فی شواهد التنزیل ، ج 2،ص 130 ـ 134 .
2. شواهد التنزیل ، ج 1، ص 262 .
1 ـ آیة الصلوات والتحیة25 ـ آیة المسؤولین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma