تمهید:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلامجهاز الحسبة والمحتسب فی الحکومة الإسلامیّة:

یعتبر نشر الثقافة الصّحیحة والتّربیة والتّعلیم أحد الأرکان المهمّة فی الحکومة الإسلامیّة، وبالنظر إلى الإنسان کموجود ثقافی، أی أنّ أعماله وسلوکه نتاج لمجموعة افکاره واستعداداته، لذا فأیّ إصلاح وتحوّل فی وضع المجتمع غیر ممکن ما لم یتمّ النفوذ إلى فکره وروحه.

ولذا تحاول الدول العظمى النّفود فی ثقافة المجتمعات ووسائل الإعلام العامة کالمطبوعات (الکتب والجرائد والمجلات) والإذاعة والتلفزیون وأمثال ذلک، من أجل تحقیق أهدافها السیاسیة والاجتماعیّة والعسکریة والاقتصادیة المختلفة، ویعتبر ذلک رکناً من أرکان تلک الحکومات وقوة رابعة تضاف إلى القوى الثّلاث (القوة التشریعیّة والتنفیذیّة والقضائیة)، بل إنّ الکثیرین یعتبرون ذلک من أهم أرکان المجتمع ویراهنون علیه کثیراً.

وهذه حقیقة لا مبالغة فیها، إذ إنّ وسائل الإعلام العامة لو استغلت فی طریق نشر الثقافة الصحیحة السالمة المبرمجة المؤثرة، لکان جو التّشریع والقضاء والتّنفیذ سالماً، ولخففت کثیراً من ذلک العبء الثقیل عن کاهل المسؤولین، ولأدّى أفراد المجتمع وظائفهم بشکل طبیعی ومنظم.

والملفت للنظر هو أنّ منهج الحکومة الإسلامیّة المستنبط من القرآن المجید والسّنة النبویة، والمقرر قبل أربعة عشر قرناً، کان قد اهتم فوق حد التصور بمسائل التّربیة والتّعلیم والتّبشیر والإنذار، وقد اعتمد برامج عدیدة ومتنوعة لتحقیق هذا الغرض.

 

والموضوع القابل للتّأمل هو أنّ أبرز أنواع الحکم الإسلامی وهو حکومة الرّسول الأکرم محمّد(صلى الله علیه وآله)، بنیت على أساس ثورة ثقافیّة، فقد إهتم الرّسول(صلى الله علیه وآله) طیلة الثّلاثة عشر عاماً التی قضاها فی مکة بالتربیة والتّعلیم ونشر الثّقافة الإسلامیّة والعقائد، وقد ربّى أصحابه وعلّمهم بحیث صار کلٌ منهم لُبنَةً أساسیة فی بناء الحکومة الإسلامیة، أی أنّ الثّورة السیاسیّة والاجتماعیّة للنظام الإسلامی قامتا على أساس نفس تلک الثّورة الثّقافیة.

ویعتبر إحیاء الفکر والتّفکر، المادة الأولیة لکل البرامج الإسلامیّة، حتّى أنّ الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان یطلب من مخالفیه هذا الأمر فقط وکما ورد فی القرآن المجید: (قُلْ إِنَّما أَعِظُکُم بِوَاحِدة أَنْ تَقُومُوا لِلّه مَثنَى وَفُرادَى ثُمَّ تَتَفکَّروُا...).   (سبأ / 46)

وفی حدیث عن النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله): «إنَّ التّفکر حیاةُ قَلْبِ البَصیرِ، کما یمشی المُستَنِیرُ فی الظّلمات بالنّور»(1).

وفی حدیث عن الإمام علیّ(علیه السلام) قال: «بالفِکْرِ تَنْجلی غیاهِبُ الأمور»(2).

وورد فی حدیث آخر معروف: «تفکُّرُ ساعة خیرٌ من عبادةِ ستّین سنة»(3).

وعلى هذا الأساس، سنتناول بالبحث الأمُور التّالیة، مستلهمین من القرآن الکریم:

1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلام.

2 ـ أهمیّة العلم لا تنحصر بالعلوم الدینیّة.

3 ـ تعلم العلوم المفیدة، فی الرّوایات الإسلامیّة.

4 ـ مقام المعلّم فی الإسلام و...


1. بحار الأنوار، ج89، ص17.
2. غرر الحکم.
3. بحار الأنوار، ج66، ص293.
1 ـ التّربیة والتّعلیم فی الإسلامجهاز الحسبة والمحتسب فی الحکومة الإسلامیّة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma