الخامس: فلسفة البکاء والعزاء على الإمام الحسین(علیه السلام)

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
1. الحُسن الذاتی للبکاءمراسم العزاء عند قبور شهداء کربلاء

حقّاً إنّ التأکید والوصایا التی وردت فی الروایات بالنسبة لإقامة مجالس العزاء والبکاء على مصاب الإمام الحسین(علیه السلام) لم ترد فی أی من الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)حتى رسول الله(صلى الله علیه وآله). وکأنّ هنالک سرّاً فی هذه المسألة بحیث وردت تلک التأکیدات من الأئمّة(علیهم السلام). وقد تحدثت الروایات عن عظم ثواب هذه المجالس بما جعل البعض یراها نوعاً من المبالغة فینکرها وینسبها إلى «الغلاة» حتى قیل: «لابدّ أن یکون هنالک تناسب بین العمل والجزاء، فکیف یکون لهذا العمل البسیط کالبکاء على الإمام الحسین(علیه السلام) مثل هذا الثواب العظیم؟!».

وبالمقابل هنالک البعض الآخر الذی سلک منهج الإفراط فزعم بنجاة کل من بکى على الإمام الحسین(علیه السلام) ولو بقدر جناح ذبابة وإن غرق فی بحر الذنوب والمعاصی. فهذا یرى أن قطرة دمع تذرف على الحسین(علیه السلام) کافیة لأن تغسل کل کذب وخیانة وباطل! وبالطبع لیست هنالک من صحة لأی من هاتین النظریتین اللتین تمثلان الإفراط والتفریط. فهذه الآراء إنّما تنطلق من أولئک الأفراد الذین لم یسعهم عرض تحلیل صحیح وجامع لتلک الروایات الواردة بشأن عظم ثواب العزاء، والواقع أنّهم عجزوا عن إدراک فلسفة العزاء. ونبیّن هنا التحالیل الخاطئة ونعرض لها بالنقد، ثم نتطرق للتحلیل المنطقی.

 

 

1. الحُسن الذاتی للبکاءمراسم العزاء عند قبور شهداء کربلاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma