أشاع معاویة فی أوساط الأمة مذهب الجبر بغیة تحقیق أهدافه. وقد صرح معاویة: «أن لا فائدة من السعی والعمل فکافة الأمور بید الله»(1). ولا یقصد معاویة المسائل العقائدیة من کلامه هذا، بل هدف إلى فرض خلافته على الناس، حیث قال:
«هذِهِ الْخِلافَةُ أَمْرٌ مِنَ اللهِ وَقَضاءٌ مِنَ قَضاءِ اللهِ»(2).
فالواقع کانت إشاعته لهذه العقیدة تهدف إلى الحیلولة دون معارضة الأمّة. فالمراد ما یقع الیوم قضاء الله، ولا جدوى من مواجهة القضاء. وهکذا استطاع معاویة بهذه الخدعة غرس بذور الضعف والوهن وعدم جدوى السعی والحرکة لدى الأمّة واضطرها للاستسلام لأعماله الطائشة.