خرج الإمام الحسین(علیه السلام) من المدینة لیلة الأحد قبل یومین من آخر شهر رجب سنة 60 للهجرة مع أهله وأنبائه وأخوته وأبناء عمومته ما عدا محمد الحنفیة وهو یقرأ الآیة الکریمة: (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ)(1).
ولزم الطریق الأعظم فقال له مسلم بن عقیل یا بنت رسول الله: لو تنکبت عن الطریق کما فعل ابن الزبیر کیلا یلحقک الطلب فقال:
«لا وَاللهِ یَا ابْنَ عَمّی! لا فارَقْتُ هذَا الطَّریقَ أَبَداً أَوْ أَنْظُرَ إِلى أًبْیاتِ مَکَّةَ أَوْ یَقْضِیَ اللهُ ما یُحِبُّ وَیَرْضى»(2).
بیّن الإمام(علیه السلام) مذ خطواته الأولى أنّه سلک الدرب ببسالة وأنّه لا یشعر بأدنى خوف لو تعرّض له الأعداء أثناء الطریق، وهو مستعد للرد علیهم بضربات موجعة. فالإمام(علیه السلام)لیس من شأنه ترک الجادة الأصلیة خیفة التعرض. وتتضح ضمنیاً هذه الحقیقة أنّ العدو الغادر والجبان کان یتتبع ابن رسول الله(صلى الله علیه وآله) بعد رفضه الإنصیاع لأطماعه ومآربه.