64 . أحلى من العسل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
65 . التأهب للواقعة الکبرى63 . لن نتخلى عنک أبداً!

روى أبو حمزة الثمالی عن الإمام السجاد(علیه السلام) قصة أصحاب الحسین(علیه السلام) وأهل بیته لیلة عاشوراء، حتى أخبر عن قتل جمیع أصحابه. فسأله القاسم بن الحسن(علیه السلام):

«أَنَا فِی مَنْ یُقْتَلْ؟».

قال(علیه السلام): «یا بُنَیَّ کَیْفَ الْمَوْتُ عِنْدَک؟».

قال: «یا عَمِّ أَحْلى مِنَ الْعَسَلِ».

فقال(علیه السلام): «إِی وَاللهِ فِداک عَمُّکَ إِنَّک لاََحَدُ مَنْ یُقْتَلُ مِنَ الرِّجالِ مَعِی بَعْدَ أَنْ تَبْلُوا بِبَلاء عَظیم وَابْنی عَبْدُ اللهِ».

قال القاسم: یا عم أو یصلون إلى النساء حتى یقتل عبد الله؟ قال(علیه السلام):

«فِداک عَمُّکَ یُقْتَلُ عَبْدُاللهِ إِذْ جَفَّتْ رُوحی عَطَشاً وَصِرْتُ إِلى خِیَمِنا فَطَلَبْتُ ماءً وَلَبَنَاً فَلا أَجِدُ قَطُّ; فَأَقُولُ ناوِلُونی ابْنِی لاَِشْرَبَ مِنْ فیهِ، فَیَأْتُونی بِهِ فَیَضَعُونَهُ عَلى یَدی فَأَحْمِلُهُ لاُِدْنِیَهُ مِنْ فِیَّ فَیَرْمِیَهُ فاسِقٌ بِسَهْم فَیَنْحُرَهُ وَهُوَ یُناغی فَیَفیضُ دَمُهُ فِی کَفّی، فَأَرْفَعُهُ إِلَى السَّماءِ وَأَقُولُ اللّهُمَّ صَبْراً وَاحْتِساباً فیکَ، فَتَعْجَلنِی الاَْسِنَّةُ فیهِمْ وَالنّارُ تَسْتَعِرُ فِی الْخَنْدَقِ الَّذی فِی ظَهْرِ الْخِیَمِ، فَأَکُرُّ عَلَیْهِمْ فِی أَمَرِّ أَوقـات فِی الدُّنْیا، فَیَکُونُ ما یُریدُ اللهُ».

قال الإمام السجاد(علیه السلام): فبکى وبکینا معه وارتفعت البکاء والصراخ من ذراری رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی الخیم ویسأل زهیر بن القین وحبیب بن مظاهر عنّی فیقولون: یاسیدنا فسیدنا علی فیشیرون إلیَّ إلى ماذا یکون حاله؟ فجرت دموع الحسین(علیه السلام) وقال:

«مـا کَانَ اللهُ لِیَقْطَعَ نَسْلی مِنَ الدُّنْیا فَکَیْفَ یَصِلُونَ إِلیهِ؟ وَهُوَ أَبُو ثَمانِیَةِ أَئِمَّة»(1).

على ضوء هذه الروایة العظیمة المعنى والمرویة عن الإمام السجاد(علیه السلام) فإن الإمام الحسین(علیه السلام) أخبر تلک اللیلة التاأریخیة بتفاصیل کل شیء وقال ما ینبغی قوله ولم یخف شیئا على ولده وصحبه. ثم انطلق بروح آمنة ونفس مطمئنة لاستقبال الشهادة ولقاء الحبیب. کما سعى إلیها بشوق ولهفة صحبه وولده حتى من کان صبیاً حسب الظاهر.

الهی! ما أروع هذه الکلمات، الکلمات التی صورة تلک اللوحة الرائعة والفریدة فی عظمتها وجمالها إحدى أمر الحوادث فی تاریخ أولیاء الله، وخطت بأحرف من الذهب درس عشق الحق وطلب الشهادة لتطریز جبین التاریخ. الدرس الذی من شأنه إنارة الدرب لجمیع الأفراد والمجتمعات المستعبدة، الدرس الذی یرعب ویصیب بالهلع أعداء الحق والفضیلة أولیاء الشیطان.


1 . مدینة المعاجز للسید هاشم البحرانی، ج 4، ص 214-216، ح295 وراجع نفس المهموم، ص 116.

 

65 . التأهب للواقعة الکبرى63 . لن نتخلى عنک أبداً!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma