حمد الإمام(علیه السلام) الله وأثنى علیه صبیحة العاشر وقال:
«عِبادَ اللهِ! اِتَّقُوا اللهَ وَکُونُوا مِنَ الدُّنْیا عَلى حَذَر، فَإِنَّ الدُّنْیا لَوْ بَقِیَتْ لاَِحَد أَوْ بَقِیَ عَلَیْها أَحَدٌ، کانَ الاَْنْبِیاءُ أَحَقُّ بِالْبَقاءِ، وَأَوْلى بِالرِّضى، وَأَرْضى بِالْقَضاءِ، غَیْرَ أَنَّ اللهَ تَعالى خَلَقَ الدُّنْیا لِلْبَلاءِ، وَخَلَقَ أَهْلَها لِلْفَناءِ، فَجَدیدُها بال، وَنَعیمُها مُضْمَحِلٌّ، وَسُرُورُها مُکْفَهِرٌّ، وَالْمَنْزِلُ بُلْغَةٌ وَالدّارُ قُلْعَةٌ، فَتَزَوَّدُوا، فَإِنَّ خَیْرَ الزّادِ التَّقْوى، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ»(1).
لما کان مصدر جمیع الذنوب والمعاصی حبّ الدنیا وحبّ الجاه والمقام والمال والثروة والشهوة، فقد سعى الإمام(علیه السلام)بتحذیراته المتکررة لإیقاظ مخاطبیه وانتشالهم من الغرور بالدنیا وزخارفها، علّهم یعودون إلى الصواب ویرجعون إلى أنفسهم قبل فوات الفرصة. طبعاً کان أصحابه الأوفیاء بمنأى عن هذه الحالة، لکن المؤسف أنّ الأعداء کانوا سکارى بشهوات الدنیا بحیث لم تهزهم تلک المواعظ البلیغة.