فأقبل عمر بن سعد یوم عاشوراء حتى وقف أمام الحسین(علیه السلام) ثم وضع سهماً فی کبد قوسه ثم رمى وقال: اشهدوا أنّی أول من رمى الناس، ثم رمى الناس بعده أصحاب الإمام(علیه السلام) . فقال(علیه السلام) لأصحابه:
«قُومُوا رَحِمَکُمُ اللهُ إِلَى الْمَوْتِ الَّذی لابُدَّ مِنْهُ، فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ الْقَوْمِ إِلَیْکُمْ».
فاقتتلوا ساعة من النهار حتى قتل من أصحاب الحسین(علیه السلام) جماعة، قال فعندها ضرب الحسین(علیه السلام) یده على لحیته وجعل یقول:
«اِشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى الْیَهُودِ إِذ جَعَلُوا لَهُ وَلَداً، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى النَّصارى إِذْ جَعَلُوهُ ثالِثَ ثَلاثَة، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى الَْمجُوسِ إِذْ عَبَدُوا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دُونَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلى قَوْم اتَّفَقَتْ کَلِمَتُهُمْ عَلى قَتْلِ ابْنِ بِنْتِ نَبِیِّهِمْ، أَما وَاللهِ لا أُجیبُهُمْ إِلى شَیْء مِمّا یُریدُونَ حَتّى أَلْقَى اللهَ تَعالى وَأَنَا مُخَضَّبٌ بِدَمی»(1).
کانت لحظات حساسة وکأن السماء وقفت تنظر والأرض تنتظر لتتطلع إلى ذلک المیدان الصاخب والخالد وقتال أولئک اللیوث لا یفکّرون سوى فی الله ففتحوا صدورهم للقتل فی سبیله فلا تملک سوى الإشادة بمواقفهم التضحویة! تحیة أعجاب وإکبار لکم أیّها الأشاوس.