131 . نهب سلاح الإمام(علیه السلام) وملابسه

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
132 . نهب الخیام130 . عودة ذی الجناح إلى الخیام

ثم إنّ جیش عمر بن سعد وبعد استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام) هجم على جسده الطاهر لنهب سلاحه وثیابه، وقد بلغ انحطاط ودناءة هؤلاء القوم إلى درجة أنّهم أقدموا على هذا العمل الشنیع قبل استشهاد الإمام(علیه السلام)وقد ذکر المؤرخون عن تاریخ کربلاء من العجائب والغرائب فی کتب المقاتل وکل واحد منهم یذکر من الحوادث ما هو أعجب من غیره، وهنا نستعرض بعض ما ورد فی هذه المصادر التاریخیة: فقد أخذ «مالک بن بشیر الکندی» خوذة الإمام الثمینة، وعندما جاء بها إلى بیته قالت له زوجته: «أسلبت مال ابن رسول الله(صلى الله علیه وآله) وأتیت به إلى داری؟ إبتعد عنّی ملأ الله قبرک ناراً»، وقد عاش هذا الرجل بقیة حیاته بأشد حالات الفقر والعوز ویبست یداه وکانت تخرج منها الجراحات والدم فی فصل الشتاء.

وسلب «بحر بن کعب» سروایله، ویروی السید ابن طاووس: إنّ رجلیه شلّتا وأصبح مقعداً فی داره(1).

وسلب «إسحاق بن حویّة» قمیصه الذی کانت فیه مائة وسبعین أثراً من آثار السیوف والرماح والسهام ولبسه وابتلی بالبرص.

وأخذ «أخنَس بن مَرثَد» عمامة الإمام(علیه السلام) وضعها على رأسه وابتلی بالجنون!

أمّا درع الإمام الحسین(علیه السلام) الذی کان یلبسه على صدره فقط، فقد أخذه «عمر ابن سعد»، وأخذ «مالک بن نمیر» درعاً آخر للإمام ولبسه، وقد روی أنّه جنّ بعد ذلک.

وأخذ «قیس بن أشعث»(2) قطیفة الإمام الخاصّة التی کان یجلس علیها، ولذلک اُشتهر بـ «قیس القطیفة»، ویروی الخوارزمی، أنّ هذا الرجل ابتلی بمرض الجذام وقد ترکه أهل بیته وحیداً.

وأخذ «الأسود بن خالد» نعلیه.

وأمّا «بجدل بن سلیم الکلبی» فقد قطع اصبع الإمام(علیه السلام) وسلب خاتمه، ویروی السید ابن طاووس أنّ هذا الخاتم لیس من ذخائر النبوة الذی أعطاه الإمام إلى ولده علی بن الحسین(علیهما السلام).

أمّا سیف الإمام(علیه السلام) فقد أخذه «جُمیع بن خلق» أو «الأسود بن حنظلة»، وهذا السیف غیر سیف ذی الفقار الذی یعتبر من ذخائر الإمامة(3).

 

وفی الواقع أنّ هؤلاء کانوا یفتخرون بأنّهم سلبوا بعض مختصات الإمام الحسین(علیه السلام)، ولکن هذا الافتخار لم یمکث طویلاً حتى تبدل إلى ندم وخزی لجمیع هؤلاء الجناة والمجرمین، إنّ ظاهرة نهب السلاح والثیاب وقعت لجمیع الشهداء فی کربلاء، بحیث إنّ جیش أهل الکوفة جعلوا أجساد هؤلاء الشهداء عراة فی صحراء کربلاء(4).


1 . الملهوف (اللهوف)، ص 178 .
2 . مقتل الحسین، أبی مخنف، ص 200.
3 . أنظر: الکامل، لابن الأثیر، ج 4، ص 78; إرشاد المفید، ص468; الملهوف (اللهوف)، ص 177-179 ; بحارالأنوار، ج 45، ص 52 و57-58; مقتل الحسین، المقرّم، ص 284-285.
4 . انظر: بحار الأنوار، ج 45، ص 179 .

 

132 . نهب الخیام130 . عودة ذی الجناح إلى الخیام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma